مروى الدريدي-
ألمح وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي، إلى وجود بعض الممارسات المتعلقة "بخيانة الوطن" وترويج صورة مضللة عن تونس والادعاء بالباطل، في وقت تعيش فيه البلاد أزمة سياسية خانقة بلغت حد اتهام بعض معارضي رئيس الجمهورية قيس سعيد بالخيانة والتآمر على أمن الدولة ورفع قضايا في هذا الشأن.
ونشر الجرندي تغريدة على تويتر يوم 30 جانفي 2022، مرفقة بصورة كتب عليها "للأوطان حرمة لا يبيعها إلا الأنذال"، وورد فيها: "عندما يعمل رئيس الجمهورية ليلا نهارا للدفاع عن سيادة هذا الوطن وحرمته، وعندما لا تدخر الحكومة جهدا من أجل الحفاظ على كرامة التونسي ومجابهة كل التحديات، فإن هذه التغريدة هي نداء للبعض لصون حرمة الوطن والكف عن الترويج للادعاءات الباطلة والمضللة. تونس بخير وستظل أجمل أمهات الأرض".
تغريدة مثيرة للجدل لوزير الخارجية عثمان الجرندي، وتعتبر الأولى من نوعها التي خرج فيها الجرندي عن طابع الرسمية التي تتسم بها تغريداته، فبالنظر إلى حسابه على تويتر نجد أن جميع منشوراته هي لنشاطه الوزاري في تونس وخارجها، ولأول مرة يُصدر فيها مثل هذا النوع من التغريدات الذي تخلى فيها عن دبلوماسيته وأفصح عن وجود خيانة للوطن، لكنها تبقى غامضة وتحتمل العديد من التأويلات.
ومنذ تجديد الثقة في عثمان الجرندي من قبل قيس سعيد وإبقائه على رأس الخارجية التونسية في أكتوبر 2021، لم يجمع الرجلان لقاء ثنائي أبدا، واقتصرت اللقاءات على المجالس الوزارية ومواكب تسلم اعتمادات السفراء الجدد، وبقي الوضع هكذا لأشهر إلى أن التقى به يوم 27 جانفي 2022، وهو يكاد يكون اللقاء الثنائي الاول الذي جمعهما، مما جعل مراقبين للشأن السياسي يصفون العلاقة بين الجرندي وسعيد بالجفاء وذهب اخرون إلى القول بامكانية تغييره في أول تحوير وزاري.
جفاء ربما أراد عثمان الجرندي نفيه من خلال التدوينة التي ذكر فيها منذ البداية كيف أن "رئيس الجمهورية يعمل ليلا نهارا للدفاع عن سيادة هذا الوطن وحرمته" على حد تعبيره، في اشارة منه إلى وجود تواصل بينه وبين الرئيس حتى وإن لم يجمعهما لقاء ثنائي.
تغريدة عثمان الجرندي..
.png)
