حاتم بلحاج : “كان يا ماكانش” تجمع بين “الخرافة”و”الضمار”.. والمجتمع لا يتغير بقرارات سياسية وقوانين بقدر ما يتغير بالأعمال الفنية

 يسرى الشيخاوي-

في حديثه عن التوليفة المعتمدة في كتابة سيناريو سلسلة "كان يا ماكانش" والتي أفضت إلى نقد معمّد بالضحك، قال السيناريست حاتم بلحاج " هذه التوليفة نتاج لقاء بين ثلاثة أشخاص لكل منهم شخصيته وتصوره الفني"، مشيرا إلى أن السلسلة تجمع الخرافة و"الضمار" الذي يلتقي عنده أسلوب كتابته وكتابة عبد الحميد بوشناق وسيف عمران.

وأضاف حاتم بلحاج أن ما يجمع الثلاثي هو حب الدرجة الثانية والثالثة من التأويل والاعتماد على الرسائل غير المباشرة وهو ما يستهوي الكثيرين على عكس الإضحاك المجاني.

في السياق ذاته، يلفت محدّثنا إلى أنّ نفس المكونات التي شدّت الأنظار إلى السلسلة موجودة مع الاتجاه إلى عمق القصة أكثر مع تكثيف عنصر التشويق المهم جدّا في ظل المنافسة في الإنتاج الرمضاني.

وبين أن الجزء الثاني من السلسلة سيحمل المتفرج إلى عالم آخر وقصة جديدة بعد التعوّد على شخصيات الجزء الأول، ملاحظا أنه ليس من السهل الحفاظ على روح الجزء الأول من السلسلة وكتابة جزء ثان يشبهها ولا يشبهها في الآن ذاته.

الاستلهام من الواقع والمراجع التاريخية..

وعن الاستلهام من الواقع التونسي لكتابة أحداث السلسلة، قال السيناريست حاتم بلحاج، "الاستثمار الثقافي نابع من واقعنا، لنا أحاسيس ونتفاعل مع الأحداث من حولنا، وهذه الأحداث ستطبع السلسلة لكن دون استنساخها، هناك مقاربات أخرى في الخطاب وفي قراءتنا الفنية للأحداث."

وإن كانت مملكة ساطور فانتازيا فإن فيها الكثير من الواقع، حتى مفردة ساطور نفسها والعلم الذي يحمل صورة الساطور كان موجودا في تونس ما قبل الفينيقيين، وفق حديث بلحاج الذي يضيف " مراجعنا التاريخية موجودة  وأنا شخصيا عندما فكرت في السلسلة واستغرقت ثلاث سنوات في العمل عليها اكتشفت أن التاريخ يعيد نفسه حد الدهشة".

في السياق ذاته، قال " الواقع يلهمني كثيرا وأعيشه مثل كل تونسي، والفرق بيني وبين أي تونسي أنه يحاول التأقلم بآلياته الخاصة به فيما أحاول التأقلم بآلياتي الفنية وبمقارباتي وبالكتابة، فالايديولوجيا لا تعني لي شيئا"، مشيرا إلى أن المجتمع لا يتغير بقرارات سياسية وقوانين بقدر ما يتغير بالأعمال الفنية، وأن مجتمعنا يعيش تغيرات كبيرة يجب أن يحضر الفن فيها.

ويضيف " أن ضد فكرة الرجل المنقذ، الأوطان ينقذها أبناؤها، وسلسلة "كان يا ماكانش" تنطوي على هذا البعد،ونحن نتوجه للأطفال وعلى عاتقنا مسؤولية ان ما يقال لا يفرق بينهم ويحمل الكثير من التسامح وقبول الآخر، ومن هنا أتت فكرة السفر من بلادإلى أخرى لاكتشاف شعوب وثقافات أخرى قبل العودة إلى المملكة".

ويتابع بالقول " في نهاية الجزء الأول صار برغل الحاكم بطلب شعبي وحاول أن يبعد النظام القديم،واعتقد أن الكثير تخيل موت النظام القديم في الجزء الثاني، السيستام لا يموت، هو حي دائما وأبدا، والدولة العميقة هنا ونحن سنتجه لعمق الأشياء في الجزء الثاني".

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.