بسام حمدي –
لا يبدو اختيار توقيت إعلان رئيس الجمهورية قيس سعيد عن وجود مخطط الاغتيالات الذي يستهدف مسؤولين في تونس، من الناحية الاتصالية، اعتباطيا، ويبدو أن اختيار توقيت الاعلان ينسجم كليا مع استراتيجية الحكام لإلهاء الشعوب التي بحث فيها كثيرا الفيلسوف نعوم تشومسكي.
ويقول تشومسكي"حافظوا على تحويل انتباه الرأي العام بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية وألهوهُ بمسائل تافهة لا أهمية لها. أبقُوا الجمهور مشغولا، مشغولا، مشغولا دون أن يكونَ لديه أيّ وقت للتفكير، فقط عليه العودةُ إلى المزرعة مع غيره من الحيوانات الأخرى".
وبدت هذه المقولة متماهية مع الخطة الاتصالية لاعلان قيس سعيد عن مخطط اغتيالات لحظة إقرار جملة من الزيادات في الأسعار والضرائب والجباية.
ولعلّ الإكراهات الاقتصادية التي أشّر إليها قيس سعيد، دفعته إلى الاستنجاد بمقولة تشومسكي لمص التململ الشعبي واحتواء الغليان الشعبي.
ولم يأت إعلان رئيس الجمهورية عن مخطط لتنفيذ عدة اغتيالات في تونس عقب اجتماع بمجلس الأمن القومي ولا اجتماع مع وزيري الدفاع والداخلية، للاستنتاج أنها معطيات حديثة سبقتها مداولات وزارية أوأمنية وعسكرية، لكن سعيد اختار الإعلان عن هذا المخطط لحظات بعد المصادقة على قوانين ذات صبغة اقتصادية ولعل أهمها قانون المالية لسنة 2022 الذي يحدد السياسات العامة الاقتصادية التي ستنتجها الدولة عام 2022.
اتصاليا، نجح قيس سعيد في جلب الأنظار وشغل الرأي العام بمسألة التهديد بتنفيذ اغتيالات، وتمكن من إبعاد أنظار الشعب التونسي عن توجسهم من فخاخ قانون المالية وما يتضمنه من زيادات مجحفة وقاتلة للمقدرة الشرائية.
ولا يعني الحديث عن الاختيار المقصود لتوقيت الاعلان عن الاغتيالات تشكيك في صحة المعطيات المعلنة ولا في دقتها.