إيقاف حبيب عدواني يعري تراجيديا الفضاءات الثقافية الخاصة

 يسرى الشيخاوي-

حبيب عدواني خريج المعهد العالي للفن المسرحي بتونس، فنان مؤمن برسالة الفن وبقدرته على التغيير، ومواطن حالم نثر الأمل في مدنين مسقط رأسه.
حينما أنهى  دراسته ابتسمت له البطالة ملء شدقيها فرد عليها بابتسامة ساخرة، وقارع كل سبل اليأس وفتح فضاء ثقافيا تراقصت فيه الفنون وتعانقت فيه الابتسامات والأحلام.

"ارطو" الفضاء الخاص الذي يتعدى كونه مجالا لممارسة الفن من رقص ومسرح ورسم وغيرها من الفنون، بل هو برزخ بين عالمين، ملاذ من قسوة للواقع وسواده، هو ورشة لصناعة السعادة.
في هذا الفضاء بذل حبيب عدواني من روحه ووقته وطاقته ليقاوم ويحيا مااستطاع اليه سبيلا ويهب ابناء منطقته كثيرا من الأمل.
أشهر محبته وفنه في وجه المركزية وحارب من أجل حق جهته في الفن والثقافة، ولكن رياح كورونا جرت بما لا تشتهيه إرادته، وضربت الفضاء في مقتل.
أنشطة على سرير الموت وديون متراكمة، وحبيب عدواني يدفع ثمن الحلم حرية ليتم إيقافه امس بسبب عدم تمكنه من خلاص مستحقات وديون متخلدة بذمته.
حادثة إيقافه أثارت جدلا واسعا واستدرت تعاطف الفنانين من حوله وأعادت مساءلة وزارة الثقافة بخصوص دعم المراكز الثقافية الخاصة التي تبذل مجهودات كثيرة في الجهات وتحصن الناشئة والشباب من آفات كثيرة.
بعد يوم من الايقاف، يعانق حبيب عدواني الحرية من جديد بعد تعهد بخلاص مستحقاته ويهبّ أصدقائه وزملاؤه لمساعدته على جمع المبلغ المطلوب.
في هذا السياق، اقترح المسرحي وصاحب فضاء "المسرح الصغير" كريم خرشوفي تنظيم تظاهرة ثقافية تؤول عائداتها لخلاص مستحقات فضاء "أرطو".
في الأثناء يظلّ سؤال " متى تتحرك وزارة الثقافة لحلحلة أزمات الفضاءات الخاصة؟" معلّقا ينتظر إجابة.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.