“أطول سلسلة بشرية في تاريخ تونس” من أجل التصدي “للارهاب” البيئي

مروى الدريدي-

يستعد أهالي الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة للمشاركة بكثافة الأحد 12 سبتمبر 2021، في "أطول سلسلة بشرية في تاريخ تونس"، التي ستمتد على طول شواطئ "رادس" و"الزهراء" و"حمام الأنف" و"حمام الشط" وبرج السدرية، تحت شعار "سكّر الاوناس على بحر الضاحية الجنوبية". وتهدف هذه الحركة الاحتجاجية للضغط من أجل إيقاف الكارثة البيئية التي تعاني منها هذه الشواطئ.

وتشهد مياه بحر الضاحية الجنوبية لتونس العاصمة، تلوثا مركبّا تتسبب فيه مياه الصرف الصحي التي تسكب مباشرة دون معالجة، بالإضافة إلى المياه المستعملة المتأتية من المناطق الصناعية بولاية بن عروس وخاصة منها معمل الطماطم برادس ومصنع الجلد والتي يتم تصريفها بواد مليان الذي تصب مياهه مباشرة بشاطئ رادس.
 
وسبق لرواد مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، أن أطلقوا هاشتاق "سكّر الأوناس على بحر الضاحية الجنوبية" تنديدا بالمأساة التي تشهدها مياه البحر بـ"رادس" و"الزهراء" و"حمام الأنف" و"حمام الشط" وبرج السدرية بالضاحية الجنوبية، معتبرين أن الديوان الوطني للتطهير (أوناس) المسؤول الوحيد عن هذا الوضع الناجم عن التلوث والأوساخ والروائح الكريهة.
 
وأمام هذه الكارثة البيئيّة، دعا المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، من جهته عموم المواطنات والمواطنين للمشاركة بكثافة في هذا التحرك المواطني يوم الغد الأحد، بداية من الرابعة مساء في شط رادس، الزهراء، حمام الانف، حمام الشط وبرج السدرية من أجل أطول سلسلة بشرية في تاريخ تونس.
 
وشدد المنتدى، في تقرير تلقت حقائق أون لاين نسخة منه اليوم السبت، على أنّ الفاعل الرئيسي في ما يتعرض له بحر الضاحية الجنوبية من تلوث وإرهاب بيئي بأتم معنى الكلمة، هو الديوان الوطني للتطهير، وتساهم فيه بصمتها وتواطئها مؤسسات أخرى على غرار الوكالة الوطنية لحماية المحيط ووكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي.
 
ومن السهل ملاحظة تراجع عدد المقبلين على هذه الشواطئ، التي كانت تمثل المتنفس الوحيد لمتساكني المنطقة وللزائرين الذين لا يتاح لهم ارتياد مناطق ساحلية أخرى نظرا لبعد المسافة وغلاء تكلفة التنقل والإقامة.
 
وتجدر الاشارة إلى أن عديد الايرادات خصصت لمشاريع تأهيل محطات معالجة المياه المستعملة وتنقية مياه الصرف الصحي وإنقاذ بحر الضاحية الجنوبية، والتي كانت أعلنت عنها المجالس البلدية بالجهة خلال حملاتها الانتخابية وآخرها سنة 2018، إلا أن أيا من هذه المشاريع لم يرالنور ولم تعد أن تكون إلا شعارات انتخابية من أجل حصد الأصوات.
 
ودعا المنتدى القائمين على الديوان الوطني للتطهير إلى النظر جديا في تفعيل مشروع التطهير الخاص بواد مليان وإيقاف تصريف المياه الملوثة ببحر الضاحية الجنوبية، كما دعا الوكالة الوطنية لحماية المحيط إلى تكثيف حملات المراقبة على المؤسسات الصناعية بالمنطقة وإلى تبني الصرامة في التعامل مع الوحدات المخلة بشروط السلامة البيئية وفق ما تنص عليه دراسات التأثير على المحيط وكراسات الشروط.
 
وأهاب بوكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي أن تنقذ بحر الضاحية الجنوبية وتتخذ الإجراءات اللازمة بالنظر إلى النتائج الكارثية التي أفضت إليها تحاليل مياه البحر ومن أجل أن تسترجع المنظومة الإيكولوجية أنفاسها وما كانت تزخر به من ثراء وتنوع بيولوجي.
 
ودعا كل مناصري الحقوق البيئية كحق أساسي من حقوق الانسان إلى الالتفاف حول أهالي الضاحية الجنوبية في هبتهم هذه وأن يكونوا في الموعد خلال التحرك الميداني الذي سيقومون به في قادم الأيام.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.