19
يسرى الشيخاوي-
إلى حد هذه الساعة، مازالت النيران تلتهم جبل سمامة وتهدد حياة عائلات كثيرة هناك وكأنه كُتب على هذه المنطقة أن تصافح الموت في هيئات كثيرة، من الألغام إلى الإرهاب والحرائق والتهميش.
ورغم السوداوية التي يغرق فيها المكان إلا أن تلك الوجوه المتعبة تواسي نفسها ومحيطها بابتسامات تحاول أن تتشبث فيها ببقايا امل، الوجوه نفسها صنعت من العدم حياة وصار لها مشروعها الثقافي الذي يشبهها، إنه المركز الثقافي الجبلي للفنون والحرف بسمامة لصاحبه عدنان الهلالي.
وفي ظرف استثنائي خبا فيه ألق الثقافة والفنون وركنت فيه المراكز الثقافية إلى السكون، يتحوّل المركز الثقافي الجبلي بسمامة إلى مركز للتلقيح أمّه عشرات المواطنين من "الدواوير" المحاذية له، في حملتي تلقيح انتظمت الأولى في أوائل جويلية الماضي فيما انتزمت الثانية منذ يومين.
وبعيدا عن العروض الموسيقية والمسرحية والسيرك والمعارض الفنية وتظاهرات "سوق سمامة"، يخط القائمون على المركز فصلا آخر في المقاومة والصمود في وجه الآفات والأوبئة.
ولأن أهالي سمامة محبون للحياة متشبثون بالأمل رغم الواقع فإنهم أقبلوا على التلاقيح في المركز الثقافي حيث كان التنظيم واحترام البروتوكول الصحي علامات لافتة، رهان كسبه القائمون على التنظيم ليتواصل اعتماد الفضاء مركزا للتلقيح.
وفي المركز الثقافي، غنت الخالة هانية للحياة، وتماهى صوتها مع نغمات "الڨصبة" وملأ الأثير، هكذا هم أهالي سمامة عشاق فن وصيادو لحظات أمل ينقطعون فيه عن الواقع وأدرانه.
ومرة اخرى، يكسب المركز الثقافي للفنون والحرف بجبل سمامة الرهان في علاقة بالتنظيم واحترام البروتوكول الصحي وإقبال المواطنين على التلقيح.