الرقص.. سبيل المغتصبات في الكونجو لتجاوز الصدمة

 قسم الأخبار-

كان الوجوم على وجوه شابات تعرضن للاغتصاب في الكونجو هو ما دفع أمينة لوسامبو للتفكير في التحرك لتقديم يد العون لهن.

وبدأت لوسامبو في إعطاء جلسات رقص للناجيات من الاغتصاب في مركز إعادة تأهيل بمستشفى بانزي في بوكافو بشرق الكونجو. وتقول سلطات المستشفى إن المركز عالج أكثر من 60 ألف امرأة نجت من العنف الجنسي خلال 20 عاما تقريبا.

وتعاني المناطق الحدودية في شرق البلاد من العنف منذ انتهاء الحرب الأهلية رسميا في 2003 حيث لا تزال الجماعات المسلحة تتقاتل على الأرض والموارد والحماية الذاتية.

وقالت لوسامبو “بدأت هذا الأمر بسبب الفتيات اللاتي جئن إلينا في حالة من الوجوم. تعرضن للاغتصاب في سن صغيرة ولم يعرفن كيف يمكنهن التعبير عن أنفسهن”.

والآن تصطف هؤلاء النسوة بسراويل ذات ألوان زاهية ليتعلمن كيفية التواصل من جديد مع أجسادهن.

وقالت لوسامبو “في شهر واحد يمكنك من خلال الرقص تحقيق ما ينجزه العلاج النفسي في ثلاثة أشهر”.

وتأسس مستشفى ومركز بانزي لإعادة التأهيل على يد دينيس موكويجي طبيب النساء الكونجولي الذي فاز بجائزة نوبل للسلام عام 2018 بفضل جهوده لوقف استخدام العنف الجنسي كسلاح في الحروب والصراعات المسلحة.

وقال موكويجي “لم نعد نكتفي بتقديم العلاج الطبي” مضيفا أن المركز يقدم العلاج النفسي ويساعد الضحايا على الاندماج مع المجتمع مرة أخرى ويدعم المغتصبات اقتصاديا ويساعدهن على طلب العدالة.

وقالت امرأة تبلغ من العمر 20 عاما وتحضر دروس لوسامبو إن الرقص حررها من الألم والخوف الذي كان بداخلها وجعلها تنام في سلام وتبتسم مجددا.

وأضافت المرأة التي طلبت عدم ذكر اسمها أن رجالا مجهولين يرتدون ملابس قتالية اغتصبوها ثم تُركت باعتبارها ميتة في قريتها بمقاطعة كيفو الجنوبية قبل ثلاث سنوات.

ويقول الخبراء إن الكونجو أحرزت بعض التقدم في مكافحة العنف الجنسي حيث خضع العديد من قادة الميليشيات والجيش البارزين للمحاكمة بتهمة الاغتصاب في السنوات الأخيرة لكن المشكلة لا تزال عصية على الحل.

وقالت إحدى الناجيات “لم أعرف كيف أفسر ما حدث لنفسي لكنني كنت أنظر لنفسي باحتقار”.

وأضافت “العلاج بالرقص ساعدني على انتزاع كل الأمور السيئة بداخلي. اختفت كل مشاعر الحزن والخوف التي انتابتني”.

 

المصدر: رويترز

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.