كثّف السفير الأميركي في تونس، دانيال روبنستين، خلال الأسبوع الحالي، من اتصالاته بالفاعلين السياسيين في تونس.
وتوزعت لقاءات السفير وأنشطته بين العلاقات العامة، ومراقبة الوضع العام في البلاد، كما تزامنت مع وجود بوادر أزمة سياسية، بعد إعلان الرئيس التونسي، قائد السبسي، عن مبادرة لتشكيل حكومة "وحدة وطنية".
كما تأتي لقاءات روبنستين في خضم وجود جدل سياسي غير مسبوق داخل منظومة الحكم، في ظل وجود ما يشبه الحرب الباردة، بين الرئيس التونسي، ورئيس الحكومة، الحبيب الصيد، بعد رفض هذا الأخير لمبادرة تشكيل حكومة وحدة وطنية ورفضه الاستقالة، إضافة إلى رفض المعارضة لمبادرة السبسي، واعتبارها إقراراً بفشل منظومة الحكم كلها، وليس الحكومة فقط.
من جهتهم، يرى بعض المراقبون، ضمن هذا المشهد السياسي الذي تخيم عليه أجواء الأزمة، أن أنشطة السفير الأميركي ولقاءاته بقادة الأحزاب، يعتبر بمثابة "تشويش" على المشهد السياسي في البلاد، خصوصاً أن لقاءات السفير تناولت الوضع العام في البلاد، مثلما أكدت البيانات والتصريحات التي صدرت على أثرها.
وكانت البداية مع لقاء السفير، يوم جوان الجاري، بالمنسق العام لحركة "مشروع تونس"، محسن مرزوق، بمقر الحزب، وقد خصص اللقاء، بحسب بيان رسمي للحزب، "لتدارس الوضع العام بالبلاد من الناحية السياسية والاقتصادية والتنموية، إضافة إلى الوضع الإقليمي".
كذلك استقبل الرئيس السابق ورئيس "حراك تونس الإرادة"، المنصف المرزوقي، أمس الثلاثاء، روبنستين في مقر الحزب، وتمحور النقاش وفق ما نشره المرزوقي في صفحته الرسمية حول "رؤية الطرفين للوضع العام بالبلاد وللعلاقات التونسية الأميركية".
وتعليقاً على هذه اللقاءات للسفير الأميركي مع قيادات حزبية، خاصة في ظل وجود أزمة سياسية في البلاد، قال السفير السابق، أحمد ونيس، لـ"العربية.نت" إنه "لا يجب إعطاء مثل هذه اللقاءات أكثر من تأويل، وهي طبيعية ومفهومة في الأنظمة الديمقراطية".
وأشار ونيس إلى أن "السفراء المعتمدين في تونس، من حقهم التحادث مع زعماء وقادة الأحزاب المعترف بها قانونياً، والتحادث معهم في مواضيع تخص الشأن أو الوضع العام في البلاد، شريطة ألا يطلبوا منهم القيام بدور أو التأثير على مجريات الواقع لفائدة البلدان التي يمثلونها".
وشدد على أن "وحدها الأنظمة الدكتاتورية تلجأ إلى تخوين كل من يتحادث مع السفراء". وتابع قائلاً إن "السفير الأميركي بلقائه بهذين الشخصيتين، يقدر أنه لهم موقع ودور، سواء حالياً أو خاصة في المستقبل".