“صندوق الحكايات” لميساء السعيدي.. رواية أخرى للمسرح من قلب سجن النساء بمنوبة

يسرى الشيخاوي- 

من قلب السجن المدني بمنوبة تخوض المخرجة المسرحية ميساء السعيدي تجربة مختلفة يتماهى فيها الفني بالإنساني وتعانق فيها الحرية السجن وتتحرر الذوات من الفضاء المادي وتتخذ المسرح ملاذا وملجأ.

هي تجربة  "صندوق الحكايات" العرض العرائسي الذي يختتم، يوم غد الأحد في المركز الثقافي بالمنزه السادس، الدورة الاولى لمهرجان مسرح الأمل، المهرجان الذي يسافر بالمودعين في السجون إلى عوالم أخرى بعيدا عن الواقع بكل ما يؤويه من وجع ووصم.

في هذا العرض الموجه للأطفال من سن الرابعة إلى سن السادسة عشر تشارك نزيلات السجن المدني بمنوبة، وتروي تفاصيل حكايته إحدى عشرة ممثلة، خمسة منهن من ألمانيا وأربعة من تونس وواحدة من الجزائر وواحدة من المغرب وواحدة من السينيغال.

الانطلاقة كانت من فكرة خلق فسحة من الأمل لكل من يقضي عقوبة سجنية لتتحوّل الفكرة إلى مقترح صار واقعا بعد ان تفاعلت معه النزيلات بعد أن حظي بموافقة المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بمنوبة والسجن المدني للنساء بمنوبة.

وخلف القضبان ارتسمت ملامح العرض العرائسي الموجّه للأطفال بعد مجموعة من الورشات التكوينية لفائدة النزيلات بهدف تأهيلهن للعمل في هذا المجال بعد انقضاء عقوبتهن السالبة للحرية، وفق حديث ميساء السعيدي لحقائق أون لاين.

عبر تقنيات مسرح خيال الظل، أثارت ميساء السعيدي دواخل النزيلات واستفزت الطفل فيهن لتتفاعلن مع جميع مراحل الورشات المنعقدة بالسجن، ورشات وجدن فيها ملاذا.

وفي حديثها عن هذه التجربة، تقول المخرجة ميساء السعيدي إنها زرعت الفرح في قلوب النزيلات المشاركات في العرض، ومثّلت متنفسا للنزيلات اللاتي كن يحضرن لمتابعة البروفات، مشيرة إلى الجانب العلاجي الذي تلعبه الدمية فهي من بين أنجع الطرق العلاجية النفسية الحديثة المعتمدة في الكثير من الدول المتطورة، على حدّ تعبيرها.

 أما عن التعامل مع ممثلات من جنسيات مختلفة يتحدّثن لغات مختلفة، تلاحط أنها لم تجد  صعوبة في التواصل معهن لتمكّنها من اللغتين الفرنسية والانجليزية لكن هذا لا ينفي أنها صادفت إشكالا في تبليغ المعلومة للممثلات الألمان ولكن كون إحداهن تحمل الجنسية التونسية أيضا سهّل عليها الأمر، وفق قولها.

ومن اختلاف اللغات نسجت السعيدي بعضا من ملامح العرض وخلقت عنصر فرجة وأوجدت رؤية إخراجية مختلفة لعمل يتنوع فيه الفعل الدرامي ويقحم ردة فعل الجمهور التي تحاول المخرجة ان تتوقعها بهدف احتوائه وإرجاعه إلى تفاصيل القصة بعد الضحك مثلا، على حدّ تعبيرها.

اقتباسا عن مجموعة من القصص العالمية خلقت صحبة المسرحي الجزائري طارق العتروس النص ووضعا تصورا موسيقيا يخاطب خيال الأطفال، فيما صمم العتروس العرائس والسينوغرافيا فقد نفذتها السعيدي.

وإن خاضت ميساء السعيدي عدة تجارب في مجال مسرح الطفل إذ أوجدت عروضا مصغرة لفائدة الأطفال في عدد من المهرجانات والتظاهرات الثقافية، إلا أنه هذه التجربة تبقى مختلفة ومتفرّدة في مسيرتها، وفق تعبيرها.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.