زائر من الماضي .. البعيد!

بقلم: سليم بوخذير 
رئيس يعيش في زمان غير زماننا.. في زمان بعيد عنا قرونا وراء قرون، هو لا ينتمي إلى زماننا ولا لوم عليه فهو لم يضربكم على أيديكم لتنتخبوه مع أنكم لا تعرفونه.
 إتضح بعد فيديو الليلة أكثر أن قيس سعيد يعيش في الزمان الغابر ليس في لغته القديمة فقط بل وأيضا في وعيه.
 طبيعي أن يذهب إلى المسجد ليخطب في "الرعية" فهكذا كان يفعل أمير المؤمنين، وطبيعي أن يحدثكم عن بغلة في العراق.. فتلك البغلة هي من ذلك الزمان الذي ينتمي إليه.
طبيعي أن يتجاذب أطراف الحديث مع أمين عام المنظمة الشغيلة العريقة عن زقفونة لأنها من الزمان الغابر الذي ينتمي إليه، وطبيعي أن يحدثكم عن كافور الإخشيدي والمتنبي فهما بطلان من أبطال ذلك الزمان الذي ينتمي إليه.
 طبيعي أن يكتب رسائله بالريشة والقرطاس ففي الزمان الذي ينتمي إليه هذه هي أدوات التدوين ولم يكن لهم الحاسوب ولا الرقن الإلكتروني.
وطبيعي أن يوشّح ورقة الرسالة بشريط مربوط فهذه هي تقاليد الزمان الغابر الذي ينتمي إليه، وطبيعي أن يسمي الرسالة كتابا ففي ذلك الزمان كانت العرب تقول على الرسالة من هذا السلطان أو ذاك الملك كتابا.
 طبيعي أن يخرج سعيد في الليل ويخرق حظر الجولان ويلتقي الناس لأن أمير المؤمنين كان يخرج في الزمان الغابر في الليل ليتفقد أحوال الرعية.
 وطبيعي أن لا يحب الأحزاب ففي زمان أمير المؤمنين الذي ينتمي إليه لم يكن هناك أحزاب وتعددية وكان الحكم الفردي لولي الأمر الملهم من الله، هو الحكم السائد.
مسكون بمتلازمة الماضي البعيد، الآن فهمنا جيدا أسباب رفضه أي ظهور إعلامي بأي قناة طوال الحملة الانتخابية لأنه كان يعرف أن التونسين سيتفطنون مبكرا لو خرج لهم عبر القنوات وقتها، إلى أنه قادم لهم من زمان غير زمانهم.
من زمان ولى وانتهى من زمان!

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.