داء الكلب يحصد روح طفل.. ولجنة لتلافي انتشاره بين الكلاب

 يسرى الشيخاوي- 

إلى حدود إحياء اليوم العالمي لمكافحة داء الكلب الموافق لـ28 سبتمبر من كل سنة لم تسجّل تونس أية إصابة بداء الكلب لدى الإنسان سنة 2020 حتّى إصابة تلميذ بعضة كلب بتاريخ 03 ديسمبر.

الحادثة جرت عند خروج التلميذ من المدرسة ليغرز كلب أنيابه في منطقة العين مخلفا الذعر والفزع في نفس الطفل، ومن هناك انطلقت رحلة العلاج ولكن لم يتوقّع أحد أن تكون تكون تلك العضة سبب رحيل الطفل إلى العالم الآخر.

من مستوصف تيبار إلى المستشفى المحلي بباجة تلقى الطفل العلاج وخاط الإطار الطبي الجرح الذي أصاب العين، ولكن الكلب المسعور هاجم رجلا آخر في المنطقة، الأمر الذي أثار مخاوف عائلة الطفل المصاب بعضته.

ومع صدور نتيجة عينة التحليل أصبحت المخاوف حقيقة لا مفر منها وكان الابن الوحيد ضحية لهذا الداء الذي سرى في مسالك أعصابه  ليصل الفيروس الى مخه ويتغلغل فيه وتنطلق معاناته.

هستيريا وهلوسة وهذيان وحمى وعدم قدرة علي الأكل وخوف من الماء وارتباك وسيلان لعاب وغيبوبة، بعض من معاناة الطفل وسط صدمة والديه اللذين يحدوهما الامل في أن يُشفى ابنهما لكن الموت كان أقرب إليه.

وفي علاقة بهذه الحادثة تفيد مصادر مطّلعة بان داء الكلب منتشر بين الكلاب السائبة وسط إهمال البعض تلقيح كلابهم كل سنة ووسط انتشار هذا الفيروس بين الكلاب السائبة دون تحرك من السلطات المعنية.

وإلى حدود 24 سبتمبر 2020 سجّلت تونس 360 حالة اصابة بداء الكلب الحيواني، وفق ما ورد في ورقة إعلامية أصدرتها إدارة الرعاية الصحية بوزارة الصحة بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة داء الكلب.

من جهته يؤكّد المدير الجهوي للصحة بباجة إلياس عمار إصابة الطفل بداء الكلب بعد تعرّضه إلى عضة على مستوى العين، مشيرا إلى ان العضة في هذه المنطقة خطيرة على اعتبار قربها من المخ.

وفي حديثه عن الواقع، يلفت إلى أن الإطار الطبي اتخذ الإجراءات اللازمة واجرى تلاقيح له وللأشخاص القريبين ولكن حالة الطفل تعكّرت وتوفي متأثرا بداء الكلب.

ومازالت الإدارة الجهوية للصحة بباجة تتابع الوضع الصحي لعائلته ومن المنتظر ان يتلقوا التلقيح الأخير في في 14 جانفي الجاري، فيما تجتمع لجنة في معتمدية تيبار للنظر في استرايتيجية لتلافي انتشار داء الكلب وترتيب إجراءات تلقيح الكلاب السائبة، وفق حديث المدير الجهوي للصحة بباجة.

وكانت وزارة  الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري،قد أعلنت عن انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد داء الكلب بكافة ولايات الجمهورية بداية من الأسبوع الأول من شهر جانفي 2021 لتتواصل إلى موفى شهر مارس 2021.

أما وزارة الصحة فأوصت بتوخي الوقاية التي تتمثل في السيطرة على الداء لدى الحيوان، والحد من تكاثر الكلاب السائبة من خلال العناية بالمحيط من قبل المواطن عبر احترام توقيت رفع الفضلات ووضعها بالحاويات البلدية وعدم إلقائها في الطريق العام وداخل الأحياء.

كما دعت الوزارة إلى ضرورة الإسراع بغسل وتطهير مكان الإصابة بالماء والصابون لمدة 15 دقيقة، وتوجه كل شخص تعرض الى عض أو خدش أو حتى لحس على جرح مفتوح من طرف حيوان، إلى اقرب مركز صحي لتلقي العلاج الوقائي، لافتة الى ان التمتع بهذا التلقيح مجاني في جميع الهياكل الصحية المتخصصة، مع وجوب احترام جرعات التلاقيح والأمصال واستكمال العلاج.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.