“زووم” على الطفولة/ بيداغوجيا جديدة لتعليم اللغة بإمضاء عبير العيادي

يسرى الشيخاوي- 

هي إمرأة تنثر الحياة حيثما ولّت وجهها، وأم تزرع المحبّة حيثما حلّت، وأستاذة تلاحق الاختلاف والتجديد، هي إنسان لا يمل المحاولات ويفتح الأبوا في الأثير ولا يستسلم إن اوصدت الظروف أحدها.

هي عبير العيادي، المجازة في اللغة الانجليزية التي خاضت تجارب عديدة في القطاع الخاص ولم يحالفها الحظ  ولكنّها لم ترم المنديل بل استمرّت في البحث والدراسة حتّى انتهجت بيداغوجيا جديدة لتعليم اللغة.

واليوم تدرّس محدّثتنا اللفة الانجليزية عن طريق الفن، بلا طاولات ولا كراسي إنما بالمسرح والألعاب والعرائس، في البدء لم يفهمها الاولياء وحينما بعثت ناديها في إحدى رياض الأطفال المعروفة في أريانة.

البداية، وفق حديثها، كانت حينما انغمست في البحث عن شيء يشبهها حينما شاء القدر أن يوصد مركز التكوين الذي بعثته أبوابه وكان أن وجدت إعلانا عن تكوين في تعليم اللغة بتقنيات المسرح في إيطاليا.

تكوين لمدّة أسبوع خاضته في سبتمبر الماضي وكانت التونسية الوحيدة والعربية الوحيدة بين جنسيات أخرى، ومن هناك انطلقت رحلتها في تعليم الأطفال اللغة الانجليزية بطريقة جديدة ترتكز على تقنيات المسرح والأزياء والألعاب.

وعبر هذه الطريقة، وفق قولها، يتعلّم الطفل بطريقة طبيعية وفيما هو يعتقد أنه يلعب هو يتعلم قواعد اللغة، وهذه الطريقة لم يستوعبها بعض الأولياء في البدء لتتغيّر نظرتهم للأمر لاحقا حينما تحققوا من نجاعتها.

ولأنها شغوفة ومولعة بما تقدّمه للأطفال، لم تكتف بالتكوين الذي تلقّته وإنّما استمرت في البحث وطوّرت تقنيات التعليم عبر الاستعانة بألعاب التركيز بل وخلقت ألعابها الخاصة، وهي في طل ذلك تبحث عن إنشاء علاقة جديدة بين المعلّم والطفل من ناحية وبين الطفل وأوليائه من ناحية اخرى.

من الصور التي تحملها في مخيلتها عن الطفولة، انغماس الأولياء في العمل والاستعانة برياض الأطفال في تعليم الأطفال لذلك تسعى إلى إقحامهم في مسار تعلم الأطفال من خلال بعض الألعاب المنزلية ذات التقنيات البسيطة.

ومن بين الأفكار التي خلقتها عبير العيادي في علاقة ببيداغوجيا التعلم الجديدة، ورشة تضم أولياء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الأربع والست سنوات يشاركونهم التعلم ولكن انقطع نشاط الورشة بسبب كورونا على أن يعود مع تحسن الوضع الصحّي.

هذه الورشة تشمل الأغاني والألعاب والأنشطة الجسدية وتحفّز الأطفال على التعلّم أكثر من خلال حضور الأولياء، ووهي الآن تعمل على إرساء ورشة قراءة تنمّي خيال الأطفال، وفق حديثها.

وعن تقبل الأولياء، لطريقة التعليم الجديدة، تقول إن بعضهم كان يعتقد في البداية أنها محض ألعاب ولن يتعلّم منها الطفل شيئا ولكن مع التجربة تبيّن أن اللغة ترسخ في ذهنه بسلاسة، وهو ما غيرّ فكرتهم فيما بعد.

في بداية التجربة كانت تدرّس خمسة اطفال ليصل عددهم في ظرف شهر إلى خمسة وأربعين طفلا تتراوح أعمارهم بين أربع سنوات واثنتي عشر سنة، الأمر الذي يدلّ على انجذاب الاولياء لبيداغوجيا التعليم التي انتهجتها عبير العيادي الباحثة دائما عن التجديد.

 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.