يسرى الشيخاوي-
لا حديث هذه الأيام إلا عن حادثة نيس الإرهابية وعن الإسلاموفوبيا والإسلاماويين ومقاطعة المنتوجات الفرنسية ردّا على الإساءة للإسلام، سفاسف كثيرة غزت النقاشات حتّى تاهت معها البوصلة في احيان كثيرة.
وماجعل تونس في قلب رحى الحادثة الإرهابية أنّ منفّذها تونسي، وهوما فتح باب النقاش من جديد عن أصل التطرّف والتعصّب والإرهاب في تونس وعن الداعمين والراعين له، وهو ماجعل اسم تونس يقترن في الأخبار العالمية باسم ارهابي.
في الضفة الأخرى، السينما بسلم وترياق لما خلّفه الإرهاب في النفوس وما وصم به بلد السماحة والتسامح إذ لعلع اسم تونس في مهرجانات عالمية بفضل فيلم "الرجل الذي باع ظهره" للمخرجة كوثر بن هنية.
في كل مرة تقترن السينما بالحياة، فهي تنهل منها مواضيعها، توشّح بالنور بعض زواياها المظلمة، تماما كما حدث في اختتام مهرجان الجونة إذ جاء خبر فوز فيلم كوثر بن هنية بنجمة الجونة لأفضل فيلم عربي روائي طويل محمّلا بالفرح.
وسط السوداوية والسوريالية التي تسم الواقع التونسي اليوم، وبعيدا عن تعداد ضحايا كورونا يشعّ نور الديبلوماسية الثقافية في مصر بعد أن شع في مهرجان البندقية ومهرجان السينما المتوسطية.
وبأجنحة السينما حلّقت تونس وصدح اسمها مع إعلان الجائزة الكبرى للجمهور وجائزة لجنة التحكيم الشابة لمهرجان السينما المتوسطية بفرنسا، وجائزة احسن ممثل وجائزة أديبو كينج للإدماج. في مهرجان البندقية وجائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم عربي طويل.
هي السينما، تعطي معنى آخر للواقع، تمحو آثار الارهاب والفساد والوباء، وتزرع الفرح في القلوب، هي السينما تعبيرة عن روح تونس وأصل الحياة فيها، هي السينما وجه الديبلوماسية الثقافية البهيج.
للإشارة فيلم "الرجل الذي باع ظهره"، سيناريو وإخراج كوثر بن هنية، بطولة يحيى مهاينى، والنجمة العالمية مونيكا بيلوتشى، وديا إليان، وكوين دى بو، وهو يحكي رحلة مهاجر لبناني هرب من الحرب في سوريا لينتهي إلى بيع ظهره ليلتقي حبيبته في بلجيكيا.