يسرى الشيخاوي-
قبالة سوق بومنديل بالعاصمة حيث تتعالى أصوات الباعة المتجوّلين، نثرت أمينة المكتبة العمومية القرجاني عفاف عطشان الفرح في مدقّ الحلفاء عبر تظاهرة مصيف الكتاب التي آوتها المكتبة للمرة الأولى في تجربة مختلفة ومغايرة.
وفي الدورة الوطنية الثامنة والعشرين لمصيف الكتاب، لم يكن البحر الفضاء الذي احتضن التظاهرة، إذ خيرت عفاف عطشان أن ترى الأنشطة النور في ساحة مدق الحلفاء في تقليد جديد لمصيف الكتاب.
من خلال هذا التقليد أرادت هذه المرأة تحدّي الظروف والصعوبات وزيّنت بالكتب فضاء صار حكرا على التجارة الموازية وحيزا مكانيا تدور فيه عمليات الكر والفر بين الباعة المتجوّلين وأعوان الشرطة البلدية.
والتظاهرة التي انتظمت أيام العاشر والحادي عشر والثاني عشر من شهر اوت الجاري، من تنظيم المكتبة العمومية القرجاني وجمعية أحباء المطالعة والكتابة وبإشراف إدارة المطالعة العمومية.
رغم المجازفة في اختيار المكان، حظيت التظاهرة بإقبال أطفال وأوليائهم، اطفال وشحوا بانتاجاتهم تفاصيل الساحة في مدق الحلفاء وزينوا بكلماتهم محيط المكان وكانت أصواتهم الصغيرة عنوانا للحلم والامل.
ثلاثة أيام من الانشطة التي كان الكتاب روحها والترغيب في المطالعة غايتها، أنشطة تنطلق من الكتاب والكتابة وإليهما تعود، انشطة خاض الأطفال تفاصيلها بكل ما أوتوا من محبّة وصنعوا جدائل من الكلمات.
من ورشة الكتابة التي أشرف عليها الروائي مصطفى مدايني إلى تجربة النقاش مع نادي الناشئة للإبداع الأدبي وورشة التنمية البشرية التي أشرفت عليها المعلّمة عائشة بوعجيلة وورشىة عالم الكتاب وعرض الفداوي للمثل صابر السعيدي وكورال الأطفال الذي أشرف عليه أستاذ الموسيقى عبد اللطيف النجّار، تنوعت ملامح التظاهرة لتلتقي دائما عند الحروف، وفق حديث عفاف عطشان.
ولان غايات التظاهرة تحفيز الاطفال على القراءة والتفكير والنقد والتأويل، فقد حاز ثلاثة مشاركين في ورشة الكتابة على جوائز واسمع الحضور إلى نصوصهم، لتترك تجربة مصيف المطالعة بعيدا عن البحر انطباعا جيّدا لدى المتابعين.
