ياسر جرادي.. مسافر زاده المحبّة

 يسرى الشيخاوي- 

من السفر بين الكلمات والألحان والخطوط والألوان إلى السفر بين تفاصيل أرض، يحمل ياسر جرادي هواجس الإنسان والوطن في قلبه ويلاحق الأمل وهو يخلّد مواقف وشحت الجدران والثرى.

كتابات وألحان وصور، يرنو بها جرادي إلى أفق مبين، يشبه قلبه النابض حياة وروحه الراقصة على وقع الإصرار والمقاومة وجسد هائم في دروب العشق، عشق يبزغ في كل مرة في تجلّ لا ينسى.

هي تمثلاته للحياة تتفتح في كل مرة تلتولّد عنها نقاط منيرة في مسيرة أرادها ان تكون مختلفة، تتغير تعبيراته وتتبدّل زوايا نظره وتظل أعينه تعانق سبيل المحبّة وتجول بين الثنايا المطرّزة بزخم الحياة.

من مدينة الزهراء إلى شط الجريد بالجنوب التونسي، تشكّلت ملامح رحلة يخوضها مسافر زاده المحبّة ورفيقه شغف بالدراجات الهوائية والترحال المارق عن السائد والمألوف، رحلة تمتد على ألف وستمائة كلومتر من الأمل والحلم.

رحلة الفنان الملتزم تختزل إيمانا بقضايا البيئة وحبا للوطن، وطن يرافقه عبر ذلك العلم الذي يرفرف حينما تتحرك دراجته وحتى في سكونه، وطن حاول أن يروّج للسياحة في أرضه بأسلوب بسيط وعفوي.

كانت انطلاقته من مدينة الزهراء في الثالث عشر من شهر جوان الماضي ليبلغ شط الجريد في الرابع من جويلية وقد زيّنت الشمس وجهه وأشرقت روحه على شاكلة ابتسامة وهاجة ونظرة تشعّ ألقا.

مسار وجودي، تعبيرة ذاتية عن إسناد السياحة الصحراوية بتونس والترويج للدراجة وسيلة نقل صديقة للبيئة، سفر اختزنت فيها نظرات ياسر جرادي مسارات الأمل المرسوم على رمال الصحراء.

تجربة إنسانية تماهت فيها ابتسامته مع ابتسامات تشبهها وكانت مجالا لـ"ردّ الاعتبار" للرحالة كريستوفر إذ أعدّ له ياسر جرادي شاحنته كي يستريح، وكتب عن هذا الفعل النبيل " العزيز كريستوفر، لقد أزالو شاحنتك ال 142 من آلاسكا، لكن لا تحزن فقد أعددت لك أخرى في مكان جميل بالجنوب التونسي، تماما مثل الأماكن التي تحبّها، إنّه شطْ الجريد. سيأتي أصدقاؤك قريبا. "

  

 

 

 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.