لماذا أثار موضوع اختبار الإنشاء العربي جدلا؟

 يسرى الشيخاوي- 

جدل واسع رافق اختبار " الإنشاء العربي" في امتحان شهادة ختم تعليم الأساسي إذ تطرّق لمسألة مغادرة الموظّفين لمقرات عملهم قبل نهاية الدوام، ليحتدم اكثر فأكثر حينما دعا الأمين العام المساعد في الاتحاد العام التونسي للشغل وزارة التربية إلى فتح تحقيق إداري في الموضوع.

 ورغم ان الاختبار نسّب الامر، إلا أنّ سيل غضب الموظّفين لم ينقطع لتغص صفحات التواصل الاجتماعي بتعليقات مندّدة بما جاء في الاختبار، وكأن الكل تغاضى عن عبارة " بعض" التي تضمّنها.

وبغض النظر عن غضب الموظفين وتململ الاتحاد العام التونسي للشغل من الاختبار، ألا تشهد بعض الإدارات التونسية مثل هذه الممارسات، ألا يغادر بعض الموظفين مقرات عملهم قبل انتهاء الدوام؟

"ارجع غدوة "، "الريزو طايح"، هي أيضا كلمات صارت تعلّات لبعض الموظّفين في بعض البلديات، تعلّات صار المواطن يحفظها عن ظهر قلب، ولكن هذا لا ينسحب على كافة الموظفين العموميين.

وكم من مؤسسات وإدارات تدخلها يوم الجمعة فلا تجد أغلب الموظّفين فيها، وكم من شبابيك ظلّت خالية منهم لساعات فيما يحاول أحد الزملاء أن يخفي الأمر بحجج واهية، أوليس في ذلك تعطيل لمصالح المواطنين.

”هذا افتراء على الوظيفة العمومية، ومخطط لضرب مؤسساتنا ومنظومة الوظيفة العمومية”، كلمات لعبد المنعم عميرة في تصريح إعلامي، تبدو وكأنها حمّلت الموضوع اكثر من حجمه والحال أن الكل يعلم أن هذه الممارسات موجودة.

ثم لماذا هذا الجدل بخصوص موضوع يصب في البرنامج الدراسي في محور العمل ولا يعمم الظاهرة وإنّما يطرحها بشكل موضوعي، وإن كان مردّّ الجدل هو قدرة التلميذ على تقديم  حلول لمعالجة مثل هذه السلوكيات، من عدمها. 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.