عزّة سليماني.. وقفة مع عارضة الأزياء التي جذبها عالم التمثيل

 يسرى الشيخاوي- 

بسيطة وعفوية وتلقائية حدّ الصدق في تقمّصها شخصية "زينة" في مسلسل "أولاد مفيدة" في جزئه الخامس، وضعيات درامية مختلفة مشحونة بالمشاعر والتناقضات انتقلت بينها بسلاسة، هي عارضة عارضة الأزياء عزّة سليماني. 

في تقاسيم وجهها جاذبية لا تشدّك منذ الوهلة الاولى بل تتكشّف على جرعات، جميلة بطريقتها ومتجمّلة بإصرارها على المضي قدما في طريق التمثيل الذي جذبها إليه فهامت به، وإصرارها وحماستها تتجلى في البون الشاسع بين أدائها السنة الفارطة وهذه السنة.

صادقة مع نفسها، ومؤمنة بقدرتها على التقدّم، مندفعة ومنسابة دون تكلّف أو اصطناع  حتّى بدت شخصية "زينة" واقعية، وهو ما أفضى إلى شبه إجماع على تطوّر أدائها وقدرتها على الإقناع في مشاهد ملغومة بالتراجيديا.

في حديثها عن أدائها السنة الماضية والذي اتسم بالبرود والجمود خاصة فيما يتعلّق بتعابير وجهها وايماءاتها، تقول عزّة سليماني في حديثها مع حقائق أون لاين إنها كانت في مواجهة اول دور لها، وهو دور محوري ولم تتمكّن كثيرا من مفاصل الشخصية ولم تغص في تفاصيلها بالقدر الكافي.

"هي أيضا الرهبة والخوف من الوقوف أمام ممثلين من الصف الأوّل وعدم التحرر من عارضة الأزياء خلال التصوير"، تواصل سليماني حديثها عن أدائها عن الأسباب التي جعلت أداءها خافتا في السنة الفارطة مقارنة بهذه السنة.

وعن النقلة في أدائها هذه السنة، تشير إلى أنّها كثّفت من تركيزها على الشخصية ونأت بعزة عارضة الازياء عن التصوير و تلقت دروسا في مدرسة خاصة بالتمثيل في نيويورك وصّبت كل طاقتها في رسم ملامح "زينة" كما أنّها أصبحت متمكنة أكثر من التفاعل مع الممثلين وقادرة على التحكّم في تعابير وجهها واستثمارها في تبليغ الأحاسيس للمشاهد، وفق قولها.

وفيما يخص انتقالها بين مشاهد درامية مشحونة بمشاعر والتفاعلات من ذلك مشاهد الحاجة إلى المخدّر والولادة وحالة الهيستريا التي عقبت وفاة ابنها وموتها مفتوحة العينين جراء جرعة مخدّر زائدة، تكشف أنه ليس من السهل أن تنجح في إقناع المشاهد في أداء تجارب بعيدة عنها خاصة وأن "زينة" الدور الاول الذي تؤدّيه.

"في البداية كان من الصعب أن أتقمص الشخصية وأؤدّي بطريقة صادقة ولكن حينما استبطنتُ تفاصيلها وعشت اللحظات بكل جوانبها تمكّنتُ من الأمر بعد تعب  ولكن خلال التصوير انتابني بعض الاكتئاب من المشاهد ولكن تجاوزتُ الامر"، وهي تستحضر تفاعلها مع الشخصية خلال التصوير تشير إلى أنّها أعادت مشهد موتها مفتوحة العينين مرات كثيرة ليكون على تلك الصورة.

وعن تعاملها مع سوسن الجمني التي أخرجت "أولاد مفيدة" في جزئه الخامس بدل سامي الفهري، تقول إنّها أبدعت على مستوى الإخراج وإدارة الممثل وأنّها تمتلك قدرة على استنطاق الشخصية داخلها ومكّنتها من اكتشاف أشياء في نفسها لم تكن تعرفها.

"وزينة في النهاية هي نتاج نقاش مع المخرجة التي كانت حاضرة في السنة الفارطة في التصوير ولكن الفرق أن سامي ليس موجودا هذه السنة، وهذه السنة كانت  أكثرقريبة مني وكنا نتبادل الآراء حول تفاصيل الشخصية"، وفق حديث عزّة سليماني.

وعما إذا كانت شخصية "زينة" تشبهها في بعض الجوانب، تشير إلى أنّهما تتنافران تماما ولا تلتقيان إلا في نقطة الحب فـهي كما "زينة" تحب من اعماقها ودون حساب، أمافيما يتعلّق بمسيرتها في التمثيل بعد تجربة طوّرتها في "أولاد مفيدة" على امتداد جزءين منه، تقول إنّ التمثيل لم يعد حلما بالنسبة لها بل هو حقيقة تلمسها وستسعى للعمل من أجل الاحتراف بمواصلة دروسها بعد انتهاء أزمة كورونا.

بالنسبة لطموحاتها، تقول محدّثتنا إنها تريد ان تصبح ممثلة محترفة لا عارضة أزياء تمثّل، مشيرة إلى أنّ محبّة المتابعين لأدائها تمثّل حافزا لها من أجل التقدّم والتطوّر وأن أراء الممثلين والصحفيين والنقاد في أدائها تشعرها بالغبطة.

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.