يواجهون الجوع والعطش والأمراض: تهديد التونسيين العالقين على الحدود الليبية بالسلاح (صور)

 أمل الصامت –

يعيش مئات التونسيين العالقين على مستوى منفذ راس جدير من الجانب الليبي منذ أكثر من أسبوعين حالة مزرية يملؤها الخوف من الموت جوعا أو عطشا أو حتى برصاص الميليشيات المنتشرة هنا وهناك، أكثر من خشية الإصابة بفيروس كورونا.

حقائق أون لاين تلقت اليوم الخميس 16 أفريل 2020، نداء استغاثة من عائلة أحد العالقين، إذ أكدت أنه وقع تهديد ابنها ومن معه من قبل أطراف ليبية مسلحة وإجبارهم على الابتعاد عن بوابة المعبر والعودة إلى مكان قاحل (سبخة) لا تتوفر فيه أي مقومات لمواصلة العيش على أمل أن تفتح الحدود ويدخلون التراب التونسي.

وكان العالقون يلجؤون إلى أحد الجوامع المحاذية للمعبر للتزود بالماء وشحن هواتفهم النقالة إضافة إلى التود بالمؤونة من بعض المحلات التجارية القريبة حتى يستطيعوا الصمود امام الوضع الصعب الذي يعيشونه، علما وأن من بينهم مرضى مصابون بالسكري وضغط الدم وعديد الامراض المزمنة الأخرى وقد نفذت لديهم كميات الدواء التي من المفترض تناولها بطريقة منتظمة حتى لا تتعكر حالتهم الصحية.

ويفترش العالقون حاليا ارض السبخة الباردة في ظل أوضاع جوية قاسية، حتى ان من بينهم من لجأ إلى مأوى من القش صنعه ليحتمي به من الأمطار المتهاطلة وفق صور تحصلت عليها حقائق أون لاين من على عين المكان.

ووفق ما صرحت به عائلة أحد العالقين، فقد قيل لهم حرفيا "إذا كانت بلادكم قد تبرأت منكم فلماذا نتحمل نحن أعباءكم؟".

وإذ تطالب العائلة السلطات التونسية بالتدخل العاجل لإنقاذ ابنها والمئات من التونسيين العالقين من التهديدات الخطيرة التي يواجهونها، فإنها تعبر عن استغرابها في المقابل من السعي لإجلاء آلاف التونسيين من كل أنحاء العالم وعدم الالتفات إلى هؤلاء المواطنين الذين لا يبعدون سوى بضعة كيلومترات عن أرض الوطن.

وكان الهلال الأحمر الليبي، أكد أن المواطنين التونسيين يمرّون بأوضاع عصيبة، تعكسها صعوبة إعاشتهم وتنقلاتهم بالتراب الليبي، في ظل حالة التوتر هناك، داعيا الجهات التونسية المسؤولة، إلى "ضرورة التدخل والإسراع في إعادتهم إلى التراب التونسي وتأمين عودتهم إلى بلادهم".

ومن جهته اعتبر والي مدنين، حبيب شواط أن هذه المسالة "التي تتجاوز مشمولاته"، ستجد طريقها قريبا للإنفراج، بفضل حلول تراعي الجانب الإجتماعي والصحي والأمني بالخصوص، قائلا في تصريح إعلامي لوكالة تونس إفريقيا للأنباء "إن تونس لن تفرّط في أبنائها ولكن حساسية الظرف الحالي، بظهور فيروس كورونا، تفترض إجراءات تتماشى والوضع، بما يقتضيه من بحث عن أماكن تتّسع لإيواء كل العائدين الذين سيبلغ عددهم الآلاف، وأيضا مراعاة الظروف الراهنة، بكل تحدياتها الصحية والأمنية".

 

 

 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.