هل تتحرّك السطات في جلمة أم تنتظر انتحار شاب آخر؟

يسرى الشيخاوي-

منذ أيّام، نجح أهالي جلمة في إحباط محاولة انتحار شاب من اعلى مبنى المعتمدية احتجاجا على أوضاع اقتصادية واجتماعية مزمنة، وتأتي هذه المحاولة بعد انتحار الشاب عبد الوهاب الحبلاني حرقا لنفس الأسباب.

وبعد أن تحدّث إليه معتمد الجهة ووالي سيدي بوزيد الذي وعده بالعمل على تسوية وضعيته في أجل لا يتجاوز غدا الجمعة وهو ما مثّل أملا جديدا لكريم السايبي الذي استنفذ كل الحلول لضمان موطن شغل يضمن له ولعائلته الموسعة التي ينفق عليها عيشا كريما.

ولئن اتسمت الاوضاع في جلمة بالهدوء، أمس الاربعاء، وفق ما عاينته حقائق اون لاين حينما تنقّلت لاطلاع على الاحتجاجات عن قرب، إلا أن الوضع قد يتطوّر نحو الأسوأ امام تهديد المحتجين بالتصعيد في حال لم تنفّذ السلطات مطالبهم المتمثلة في الحق في الماء وفي التشغيل وفي فتح تحقيق في الانتدابات في الآلية 16 وفي الحضائر، انتدابات وصفوها بالمشبوهة.

ويهدّد كريم السايبي الذي حاول الانتحار من أعلى بناية المعتمدية، بتكرار المحاولة بطريقة تسدّ المنافذ امام انقاذه في حال أخلّ الوالي بوعده ولم يتدخّل لإيجاد حل لوضعه المهني، خاصة وأنه تم ايقافه عن العامل في الحضائر دون سبب يذكر، وفق تعبيره.

ويقول السايبي في حديثه مع حقائق أون لاين، إنه تعرّض لمظلمة كبيرة يعود تاريخها إلى ما قبل الثورة إذ تبرّع جدّه بأرض لبناء مدرسة وعمل والده في تلك المدرسة حارسا وحينما غادر عمله أراد ان يحل محل والده لكي لا يبقى أسيرا للبطالة لكن طلبه جوبه بالرفض، ليُفبل بعد الثورة ويعمل حارسا ليليا في المدرسة لمدّة أربع سنوات ويجد نفسه مطرودا دون امر يذكر، وفق روايته.

ويشير إلى أنّه طالب بحقه في الرجوع إلى عمله لكنه لم يتلق سوى المماطلة والتسويف مااضطره للبحث عن عمل في الآلية 16 ليتم أيضا الاستغناء عنه دون سبب، وفق قوله، وهو اليوم يعمل حمّالا لأكياس الاسمنت، في مخزن ينتظر على باله زميل آخر له علّهم يظفرون ببعض الملاليم.

ويؤكّد، محدّثنا وهو أب لابنتين وعائل لأخواته بعض وفاة والديه، على مسمع بعض المحتجين، أنّه سيكرّر الانتحار يوم الجمعة إن تبيّن أنّ حديث المسؤول مجرّد وعود زائفة الهدف منها إثناؤه عن الانتحار، مشيرا إلى أنّه يفكّر في الأمر منذ أن عجز عن إيجاد حل لوضعيته المزرية، وكان انتحار عبد الوهاب الحبلاني "حافزا" له، على حد تعبيره.

وجولة في مدينة جلمة كفيلة بأن تكشف عن حالة الغليان التي تشهد المنطقة، وهو ما يتطلّب تدخلا عاجلا من المسؤولين حتى لا يتكرر سيناريو انتحار الشاب ذو الستة والعشرين سنة، وتتأجّج الأوضاع أكثر فأكثر. 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.