9
هبة حميدي-
حان الوقت دقت ساعة الانطلاق وبداية الرحلة في اتجاه عين دراهم.. رائحة العطور منتشرة في الحافلة الضحكات متعالية، هنا ترى الامل.. ترى الطموح.. ترى الشباب.. تشعر بالفرحة، تضحك كثيرا.. فينا من اختار ان يقرأ كتابا.. وآخر ارد التقاط الصور.. المهم انّنا فرحون.. فجأة كل شيء اصبح كالعدم.. ماذا يحصل؟ ماهذه الهزات؟ الله اكبر الله اكبر حان الوقت.. دقت ساعة النهاية تبعرثت الاشياء.. انها رائحة الدم.. هاهو طيف الموت.. الله اكبر.. الله اكبر..
أومن بالله وأحبه كثيرا وأومن بالقدر ولكني ايضا أحّب الحياة أردت أن اشدو في الطريق عوض ان اكبّر وانا أهرب من الموت وهو يلاحقني، حبيبتي امّي، ابتي، اختي، أخي، اصدقائي، حبيبي، لم أرد أن أودّعكم لكن الاقدار تشاء والفساد في بلادي يسيرها أينما تشاء.
أعلم انك استمعت الى الخبر الذي أذاعه الاعلام عبر الشاشات وأثير الراديو، تجمّدت الدّماء في جسدك وصرخت.. يا مَوْتُ قدْ مزَّقْتَ صَدْري.. وقَصَمْت بالأَرزاءَ ظَهْرِي.. ورمَيْتَني مِنْ حالقٍ.. وسَخِرْتَ منِّي أَيَّ سُخْرِ.. فَجَعْتَني فيمَنْ أُحِبُّ.. ومنْ إليهِ أَبُثُّ سرِّي.. وأَعُدُّهُ فَجْرِي الجميلَ.. إِذا ادْلَهَمَّ عليَّ دَهْري.
أنا ايضا مثلك يا حبيبتي يا امّي، ما أردت نهايتي تلك.. اغفرلي يا ربّي فأنا احبك لكني احب ان أشدو أيضا.. لكن "الله اكبر الله اكبر" كانت اقوى.
لاعليك يا حبيبتي، قد يطيب الزمان من جراحك، سأظل احبك ولن اسامح وطني جلادي، لن اسماح المشرفين على الطرقات الذين رسموا لنا طرقات مغشوشة تحمل في ثناياها مواعيد الموت، لن اسامح المسؤولين حينما تم نقلي الى المستشفى وانا اصارع الموت لكنه تغلب عني لضعف التجهيزات، لن اسماح المتهاونين…