في سجن منّوبة: خلف ابتسامتي نجيب عيّاد وشوقي الماجري بصيص من الحرّية

 يسرى الشيخاوي- 

 

 في اختتام الدورة الخامسة لأيام قرطاج السينمائية في السجون، دورة نجيب عيّاد، حضر المخرج الراحل بابتسامته في سجن النساء بمنوبة، كان حاضرا في زوجته نجاة النابلي، وفي صورة رسمها نزيل بسجن المرناقية.

 

حينما تدخل الفضاء المخصّص لعرض فيلم "فترية" للمخرج وليد الطايع، تطالعك أيضا صورة المخرج الراحل شوقي الماجري مبتسما في للحياة وللموت أيضا، صورة كبيرة رسمها نزيل بسجن المرناقية وغير بعيد عنها صورة أخرى أقلّ حجما رسمتها إحدى النزيلات بسجن منوبة، صورتان تحضر فيهما الابتسامة بأسلوبين مختلفين، ترتسم الأولى على الشفتين والثانية في العينين.

 

تسير لبضع خطوات فتصافحك ابتسامة نجيب عيّاد، حتّى يبدو لك أنّه حي لم يمت من فرط اجتهاد الرسّام في تحديد تفاصيلها، مبتسما حالما هكذا صوّر المودع في السجن المخرج والمنتج الراحل وكذا صوّر رفيقه في الدرب شوقي الماجري.

 

قد تبدو الصورتين  للبعض عاديّتين ولكن الإصرار على رسم ابتسامة الفنانين الراحلين بكل ذلك الصدق والوضوح، حتّى أنّك تمضي وقتا لا بأس به محاولا تفكيك رموزها، ففيها من الأمل الكثير ومن المقاومة ومن السخرية أيضا وكأنّها تسخر من الموت ومن الظلام، وكأنّ راسمها يسخر من واقعه ومن سجنه ويتحرر بها من سطوة الجدران.

 

وخلف ابتسامتي نجيب عيّاد وشوقي الماجري بصيص من الحرّية، حرّية على شاكلة خطوط ونقاط يرسم بها أصحاب اللوحات المبتسمات مسارات ووجهات، تتمدّد و تتمطّط لتتجاوز الإطار وتنحني لتشكّل ابتسامة آسرة.

 

وإلحاح إحدى النزيلات بسجن النساء على رسم بورتريه لشوقي الماجري بنفس الابتسامة، حمّال معان ففيه احتفاء بالإبداع والمبدعين وفيه نظرة أمل إلى المستقبل تتخطّى الجدران التي تكتم الأنفاس وتستردّ الحرّبة المسلوبة ولو لحين.

 

 

 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.