وسّعْ .. وَسّعْ انا الرَّيّسْ

هبة حميدي-

 

ضمن الفصل الرابع والسبعون من دستور 24 جانفي 2014 أو دستور الجمهورية الثانية كما يريد البعض ان يسميه ان "الترشح لمنصب رئيس الجمهورية حق لكل ناخبة أو ناخب تونسي الجنسية منذ الولادة، دينه الاسلام".

 
وحرصا من التونسيين على التمتع بحقوقهم تلقت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، امس الجمعة، والذي يعد اليوم الاول لفتح باب الترشحات، 10 ملفات ترشح للانتخابات الرئاسية، والى حد هذه اللحظة الامر يبدو عاديا بل يدعو الى التفاؤل ويدل على المناخ الديمقراطي الذي تعيشه البلاد.
 
غير ان المتمعن في التصريحات التي ادلى بها المترشحون لقصر قرطاج برمزيته ودلالته، لا تجد انها تنم عن احترام أو وعي بالمنصب المتنافس عليه بقطع النظر عن مدى قابلية قبول ترشحاتهم.
 
رمزية القصر الرئاسي الذي سكنه نخبة تونس انطلاقا من المحامي والزعيم الحبيب بورقيبة والمحامي فؤاد المبزع والطبيب الدكتور المنصف المرزوقي والمحامي الاستاذ الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي أصبح اليوم مطمع اشخاص لا يعرفون ابجديات القوانين، فالترشح لمنصب رئيس الجمهورية اضحى اليوم مصدرا للتفكه والتندر.
 
فمثلا تصريح المترشح فتحي الكريمي وهو عون أمن مباشر، الذي دون على صفحته الرسمية بموقع  التواصل الاجتماعي ، وكتب "سنبدا ان شاء الله في حملتنا الرئاسية في اقرب الاجال تحية للجميع عدى الاحزاب لاني ساقيلهم جميعا من حركتهم" ينم عن جهل بالقانون الأساسي العام لقوات الامن الداخلي الذي يمنع الاعوان المباشرين من الانخراط في العمل الحزبي او ممارسة السياسة، كما انه مترشح للرئاسية يجهل ثوابت الديمقراطية والمتمثلة في الحق في تكوين احزاب والانخراط في الشان السياسي.
 
نجد ايضا المترشح نضال الكريمي الذي أثار العجب عندما صرح أنه لا يمكن الحديث عن برنامج انتخابي رئاسي!! أفرأيتم غير مسيّس ولو فكريا يخوض انتخابات رئاسية؟ 
 
أما تصريح المترشح للرئاسة علية حمدي القائل ”نجّحت هولاند واوباما باش وصلو للحكم” فينطبق عليه المثل التونسي وقول الاجداد "الزمان المعكوس يسكت المنيار و يتكلم الخنفوس( الخنفساء)".
 
غير بعيد عن هذه السقطات نجد المترشحة عن الحزب الحرّ الدستوري عبير موسي تعلن ان برنامجها الانتخابي سيرتكز على تغيير الدستور والنظام السّياسي، برنامج بعيد كل البعد عن القضايا الحقيقيّة والازمات التي تعيشها تونس خاصة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي.
 
والمتابع للساحة السياسية يجزم ان هناك محاولات لتقزيم منصب رئيس الجمهورية والمسّ من هيبة العملية الانتخابية أفلا يستحون…
 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.