اسم غريب للموت في اللغة العربية.. ما هو؟

قسم الأخبار-

الموت، كسواه من مسميات، في اللغة العربية، يحمل أكثر من اسم، وبعضها قد يكون من قبيل المجاز، إلا أن أمهات اللغة العربية، جعلته من أسمائه، تبعاً للحال المقصودة بالموت ونوعه.

 
وتتعدد أسماء الموت، بعضها يصبح اسماً له، بسبب النتيجة التي تحل بموت الشخص، كـ"شَعُوب"، حيث اكتسب الموت هذا الاسم الغريب المؤنّث، لأنها تُشعِّب، أي تفرّق. حيث يفترق المرء عمّن حوله، ويفرّق الموت بين الشخص وغيره، جماعة أو أفراداً. لهذا اتجهت لسانية العربية إلى كلمة، شَعوب، والتي منها التشعّب، للدلالة على بعض آثاره الاجتماعية، في التفريق.
 
أغرب اسم للموت لأنه يلتهم الجميع!
ولأن الموت لا يترك أي أحد، فقد حمل أسماء الأمهات المخيفات، وصار ينادى بأُم اللّهيم، لأنها "تلتهم" أي أحد! وهي من الالتهام وهي من أسماء الحُمّى أيضاً. على غير "النّيط" الذي هو الموت، أيضاً، حيث إن "النيط" هو العِرق الذي عُلّق به القلب، فإذا قُطِع مات صاحبه. ويقال: رماه الله بالنيط، أي بالموت.
 
والرمْد، الهلاكُ، ويضعه ابن سيده المتوفى سنة 458 للهجرة، في كتابه (المخصص) كأحد أسماء الموت، ولهذا جاء منها، واحد من أيام الإسلام المعروفة، وهو عام الرّمادة. ومثله الفَودُ والسّامُ، بتخفيف الميم.
 
الغولُ!
ومن أشهر أسماء الموت، المنية، والوفاة، والمَنون التي تؤنث وتذكر، وينقل ابن سيده في المخصص: سمّي الدهر منوناً لأنه يذهب بمنة الإنسان، أي قوّته، ويقال جبل منين، أي ضعيف. وكذلك الموتُ، الحِمام، وحمّ الشيء وأحمّ، دنا منه. ومن أسماء الموت الغريبة عند العرب، الغولُ التي تعد من أسماء المنية، وكذلك حَلاق، هو من أسماء الموت المخيفة، يراها المعجميون معدولة من الحالقة، لأنها تحلق من أخذته بحلقه، ويضيفون أن بعض القدماء شبَّه الموت بالخنق.
 
وتأتي القاضية، التي منها يقال قضى نحبه، وقد قضي عليه، ويرى أهل اللغة أن القاضية، هي الموت نفسه.
 
ومن أشهر أسماء الموت، الحتف، ومنها يقال، لقي حتفه، أو مات حتف أنفه، أي دون قتل أو ضرب. وكذلك يسمى الموت في العربية القديمة، الخالج، لأنه يخلج الخليقة، أي يجذبها، تقول الأمهات.
 
من لقي هنداً فقد مات
ومن أسماء الموت، المَنَى، أي الموت والقدر. وقبيلة اسمها هند، رجالها أشدّاء، صار اسمها اسماً للموت، نظراً لما تفعله بأعدائها، فيقال: وقعَ في هند الأحامس، والأحامس جمع أحمس، وهو الشجاع الشديد. ويروي بعض واضعي الأمهات، أن من يقول "لقي هند الأحامس" فيعني أنه ماتَ، فصارت الجملة من أسماء وقوع الموت والموت نفسه.
 
وتعدد أسماء الموت، تبعاً للحال والطبيعة، انعكس في مصير الميت في الدفن، فيدفن في قبر، أو الرّمس، أو الجدث، أو الجدف واشتقاقه من التجديف الكفر بالنعم، والجنن، وهو الستر، وقد جننت الميت، أجنه جنا، سترتُه، أو الضريح الذي هو الشق في وسط القبر، أو هو القبر كلّه، وقيل الضريح قبر بلا لحد. بالنقل من مخصص ابن سيده.
 
وعلى الرغم من تعدد أسماء الموت، في العربية، إلا أن الإخبار عن حصول الموت، له كلمة واحدة، فقط، للدلالة على أن للموت، عند العرب، حرمة جليلة مهما تعددت أشكال الميتات أو أسبابها أو أصحابها، وهو النعي، وتناعى القومُ في القتال، نَعوا قتلاهم. ويعرّف النعي بأنه الإخبار بالموت، والإشعار به.
 
ويقصد بالموت، في الأصل، كما يقول ابن فارس في المقاييس، ذهاب القوة، ولهذا ترد بعض الميتات، ولا يقصد بها، نهاية الحياة، فيقال: أُميتت الخمر، بمعنى طُبِخَت، والمستميتُ في شيء، مسترسل فيه أو طالب له، وتقصد به الشدة في التعلق والقصد. إنما الموت الذي ورد له في اللغة العربية، أكثر من عشرين اسماً، فهو المقصود به، ما هو ضدّ الحياة.
 
المصدر: العربية

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.