بعد انتهاء مهام هيئة الحقيقة والكرامة اليوم رسميّا.. مصير الاف الملفات غامض

 حقائق أون لاين-


أعلنت هيئة الحقيقة والكرامة في بلاغ يوم أمس الجمعة عن تواصل تسليم قرارات جبر الضرر المتبقية عبر البريد مضمون الوصول بالنسبة للضحايا في تونس الكبرى، وفي ما يتعلق بالجهات، فإن عمليّة التسليم ستتواصل حسب النظام المعمول به حاليا، وذلك نظرا لانتهاء مهامّها اليوم الجمعة 31 ماي 2019.
 
ومن خلال البلاغ يمكن الوقوف عند ملاحظتين على غاية من الأهمية، إذ أنّ الهيئة أوّلا لم تفسّر للضّحايا في الجهات طريقة تسلّمهم لقرارات جبر الضرر الخاصة بهم واكتفت بالقول "ستتواصل حسب النظام المعمول به حاليا"، في حين أن مهامّها انتهت اليوم، وثانيا غفلت الهيئة عن طريقة تقديم الطعون في حال وجودها بالنسبة للضحايا الذين تسلّموا قرارات جبر الضرر عن طريق البريد السريع، وبقيت هذه النقطة غامضة في أذهان الكثير من الضحايا.
 
وللضحايا أن يتساءلوا كيف يمكنهم تقديم الطعون، هل يتم ذلك عبر البريد؟ وإن كان ذلك كذلك فكيف سترد الهيئة على مطالب الطعون والحال أن عملها انتهى، ولِم لمْ تمدّد في أعمالها إلى حين الانتهاء من تسليم جميع قرارات جبر الضرر ضمانا لحق الاف المتضرّرين الذين تقدموا بملفاتهم؟، وماذا عن جهات مثل القصرين التي أغلق فيها مقر الهيئة، كيف يتسلّم ضحاياها ملفاتهم؟.
 
كلها تساؤلات بقيت مُبهمة وغامضة وسكتت عنها الهيئة، علما وأن ليلة يوم أمس تجمع عدد ممّن تقدموا بملفات للهيئة أمام مقرها بالعاصمة، معبرين عن استنكارهم واستيائهم من عدم تمكنهم من قرارات جبر الضرر، وغموض مصير ملفات البعض منهم، متهمين الهيئة بالتلاعب بهم واستغلال وضعياتهم وفشلها في ردّ الاعتبار لهم، وفق تعبيرهم.
 
وبتصفّح التعاليق المصاحبة لقائمات جبر الضرر الفردي التي نشرتها الهيئة تباعا عبر موقعها الرسمي على الفايسبوك يوم أمس، يُطالعك كمّ هائل من الاستفسارات التي لا تلقى تفاعلا أو ردّا من الهيئة، فضلا عن خيبة أمل كبيرة عبّر عنها البعض ممّن أعلمتهم الهيئة بأن ملفاتهم قُبلت ولمّا اتصلوا بها صدموا بأنها رفضت، بالاضافة إلى العديد من الاستفسارات حول طريقة تقديم الطعون بعد انتهاء الهيئة من أعمالها.
 
في مقابل ذلك بين العديد من الضحايا الذين تمّ تصنيفهم ووردت أسماؤهم في قرارات جبر الضرر، أن الهيئة لم تستند إلى مقومات قوية في حالات جبر الضرر، واكتفت ببعض المؤيدات دون عمليات بحث اواستقصاء، ممّا لم يعط شفافية واضحة حول النقاط المسندة، وبالتالي عدم نجاعة الهيئة في تحقيق العدالة وجبر الضرر للضحايا".
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.