عائلة أحد الضحايا الرضّع: المستشفيات العمومية خذلتنا ونغصّت علينا فرحتنا بقدوم ايمان

 يسري اللواتي-



"لم نقتنع اليوم بما قالته وزارة الصحة بخصوص وفاة الرضع، كل ما قيل اليوم لا يمكن أن يعيد لي طفلتي التي انتظرتها منذ أكثر من ثلاثين سنة"، يعلق والد أحد الضحايا الرضّع على ما خلصت اليه الندوة الصحفية لوزيرة الصحة بالنيابة سنية بالشيخ بخصوص كارثة وفاة الولدان بمستشفى الرابطة بالعاصمة.

يقول أحمد المروكي والد الطفلة الرضيعة ايمان أصيل منطقة الرديف من ولاية قفصة ، إنه علم وزوجته بخبر وفاة ابنته يوم الخميس الفارط لتقرر العائلة بعد ذلك تجهيز قبر لدفنها كما جرت العادة، مؤكدا أنهم كانوا يعتقدون أن الوفاة عادية ولم تشمل أطفال آخرين.
 
ايمان كانت في وضع صحي جيد قبل الوفاة..
 
يتابع نور الدين الرحيلي خال الطفلة الرضيعة ايمان  بالقول إن الوزارة تسعى للتهرب من بعض الحقائق بخصوص وفاة الرضع، مؤكدا أن عائلتهم والشعب التونسي لن يتوان في الدفاع عن حق الولدان وعائلاتهم في معرفة كل ملابسات الوفاة التي حيرت "تونس والعالم"، وفق تعبيره.
 
في السياق ذاته كشف المتحدث في حديث لــحقائق أون لاين، عن تحول فرقة من الحرس الوطني الى منطقة الرديف لأخذ جثة الرضيعة للتشريح بالعاصمة، معربا عن أمله في تحديد التشريح لأسباب الوفاة بصفة دقيقة.
 
"كانت شقيقتي تزور طفلتها الرضيعة بصفة متواترة وآخرها يوم 6 مارس، وأخبرتني أنها بحالة جيدة وأطمئنت لوضعها الصحي خاصة وأنها لم تلاحظ أي عوارض مرضية بحكم أن بنتها ايمان حديثة الولادة ترضع الحليب بصفة عادية" يصف .. حالة ابنة شقيقته قبل ايام من وفاتها.
 
يتابع بأن الصدمة الكبرى كانت يوم 8 مارس يوم تلقت العائلة نبأ وفاة الطفلة ايمان ورغم ذلك حاولوا قدر المستطاع احتواء الفاجعة، الى أن بلغ الى مسامعهم أن الرضيعة لم تكن الضحية الوحيدة  وكانت المفاجأة أكبر.
 
المستشفيات العمومية خذلتنا..
 
يعتبر نور الدين رحيلي أن المستشفيات العمومية ومنظومة الصحة العمومية قد خذلتهم وخذلت فئة كبيرة من الشعب التونسي الذي لم يقدر على مجابهة مصاريف العلاج بالمصحات الخاصة.
 
يقول متحسرا في هذا السياق "لقد تحملت شقيقتي وزجها عناء السفر من الرديف بقفصة الى تونس من أجل علاج ابتهم التي ارتفع ضغطها قبل أيام من وفاتها ولم نكن ميسوري الحال حتى نواجه كل المصاريف للعلاج بالمصحات الخاصة".
 
يصف خال الطفلة المتوفية الكارثة بأنها توصيف لواقع مرير تعيشه البلاد منذ فترة لخصه في صورة مأساوية وضع المستشفيات العمومية بالبلاد.
 
أختي لم تستوعب الى اللحظة وفاة ابتها ايمان..
 
يؤكد نور الدين أن شقيقته 45 سنة، فقدت منذ فترة أمل انجابها لطفلة كانت تحلم بتربيتها بعد سنوات من زواجها، الا أنها سعدت بعد ذلك بخبر حملها وانجابها للطفلة ايمان، الى أن حلت الفاجعة التي لم تستوعب حقيقتها الى اليوم، وفق قوله.
 
يتابع في الاطار نفسه "لم أر سعادة في وجه أختي كما رأيتها يوم انجابها لايمان، لقد تشراكنا جميعا لحظة فرح جماعية لم نتوقع أنها لن تدوم طويلا، الا أن المستشفى العمومي نغص عليهم الفرحة".
 
قبر ايمان جاهز لدفنها..
 
لم يخف نور الدين رحيلي حزنه لوفاة ابنة شقيقته التي انتظرتها طويلا، وقال بنبرة غمرها التحسر بأن قبرها قد تم حفره منذ يوم السبت الفارط، الا أن اجراءات التشريح أجلت ذلك.
 
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.