“ميديبات 2019”: الدورة 15 تحقق الأهداف وتفتح الأبواب أمام المشاريع والأفكار المتجددة

 حقائق أون لاين –

اختتمت يوم السبت 9 مارس 2019، أشغال الدورة الـ15 للصالون المتوسطي للبناء "ميدبات 2019"، والتي شهدت على مدى 4 أيام، حضور 179 شخصية رفيعة المستوى من 30 دولة موزعة على مختلف القارات و350 عارضا و4 منتديات وما يزيد عن 45 ألف زائر، محققة ما رسم لها من أهداف، كما سجلت كسب رهان جديد لغرفة التجارة والصناعة بصفاقس في خدمة الاقتصاد والقائمين عليه في تونس.

وقد أعرب عديد العارضين عن ارتياحهم لما لمسوه من اقبال على منتجاتهم على غرار جمهوية تشيكيا التي تواجدت في العرض بثلاث مؤسسات وكذلك الصين التي عرضت اجهزة حديثة جدا للاستخدام في اشغال البناء ومؤسسة دهن تونسية راكمت خبرتها مع احدث التقنيات مع شركة فرنسية شريكة.

وفي افتتاحه لفاعليات التظاهرة اعتبر وزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية نور الدين السالمي ان "ميديبات" تحول إلى صالون إقليمي وعالمي، مثمنا مشاركة دول ذات صيت عالمي في مجالات البناء والتشييد والإعمار مثل الصين وفرنسا وتركيا وكندا إلى جانب الدول الإفريقية.

كما اكد الوزير على اهمية شعار الدورة "إفريقيا في قلب ميديبات" والذي "يجسد سياسة الدولة الرامية الى التفتح بالكامل على القارة"، لافتا إلى أن الصالون مكنه من الالتقاء بعدد من الوزراء أصحاب القرار والشخصيات والسفراء من عديد الدول الإفريقية والدول الأخرى وإجراء محادثات تناولت أوجها مختلفة من إمكانيات التعاون والشراكة في عديد المجالات ولا سيما مجال البناء والإعمار.

من جهته عبر وزير الدولة للإسكان والتعمير والمسكن بالغابون ريجيس إيمونقولت (Régis IMMONGAULT) الذي يقود وفدا رفيع المستوى عن أمله في أن يقبل الفاعلون الاقتصاديون ورجال الأعمال بتونس على الغابون والاستثمار في عديد القطاعات على غرار البناء والطاقة والخشب والمياه والصناعات الغذائية والخدمات، مؤكدا أن الغابون كبلد اقتصاد حر ومفتوح يتيح فرصا كبيرة للشراكة والاستثمار أمام الجميع وفي مقدمتهم التونسيون.

هذا وتزامن حفل الافتتاح مع  منتدى ريادة الأعمال الذي انتظم تحت شعار "بادر، ابتكر، وأنجز في قطاع البناء" وتولى افتتاحه كاتب الدولة لدى وزير الصناعة المكلف بالمؤسسات الصغرى والمتوسطة الحبيب الدبابي بحضور عدد من أصحاب المؤسسات المختصة في القطاع، وتم خلال المنتدى عرض 41 فكرة مشروع وسجل 120 لقاء مع الباعثين الشبان و74 لقاء شراكة بين الباعثين الشبان وبعض المؤسسات.. كما أعربت 7 مؤسسات عن رغبتها في فتح نيابات لها بعدد من الجهات.

وعرضت مشاريع وأفكار مجددة وعقدت جلسات حوار بين الفاعلين في قطاع البناء وثلة من الباحثين والمستثمرين والممولين والخبراء حول محاور التصرف المحلي الدائم في المياه والنجاعة الطاقية والحرارية للبناء ومنزل المستقبل: البيت الذكي والمباني المتصلة. 

وقد أصدر المنتدى عدة توصيات من أهمها تنظيم منتدى ريادة الأعمال في داخل الجمهورية، ومزيد التعريف ببرامج وآليات التكوين وإشراك المؤسسات الخاصة فيها وفتح مراكز تكوين في قطاع البناء ببعض الولايات وحث المؤسسات الكبرى للاشغال والبناء على القيام بالبحوث والتجارب لدى المركز التقني للبلور والخزف والبناء.

جديد الدورة

أدرجت "قرية للتجديد" لأول مرة ضمن "ميديبات"، وجرى تنظيمها بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومركز التعاون الألماني "GIZ"، وتضمنت سلسلة من المداخلات كما اشتملت على عرض مشاريع وافكار مجددة وجلسات حوار حولها بين الفاعلين في قطاع البناء وبقية الاطراف ذات الصلة مثل الباحثين والمستثمرين والممولين والخبراء. 

ومن بين ما سجل في هذه القرية التي عرفت نجاحا واستحسانا كبيرا من المشاركين عرض تطبيقة ذكية قدمها الأستاذ سالم المبروكي من المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بصفاقس تسمى "نمذجة معلومات البناء" (Building Informations Modeling) وهي تطبيقة ذكية تساهم في المساعدة على إعداد وتهيئة أمثلة البناء. وتعد هذه التطبيقة وسيلة لإدارة المشاريع من بداية التصميم إلى الإنشاء ثم التدخل فيما بعد للصيانة على امتداد فترة استغلال البناية.

المنتدى العلمي  تحت شعار "مدن ومبان مستدامة"

نظم  المنتدى العلمي  تحت شعار "مدن ومبان مستدامة" وتوزعت فقراته على حصتين تناولت أولاهما البناء البيئي (ماهية البناء المستدام وضروراته وإشكالية البناء المستدام في بوركينا فاسو ورسكلة فواضل البناء)، فيما تناولت الثانية جوانب من البناء المستدام وهي استعمال الآلات الالكترونية المختلفة (ما يسمى الاتمتة) في البناءات المستدامة والمتطلبات الصحية للأبنية المستدامة وأمثلة عن البناء المستدام في تونس وبلجيكا وبعض شهادات أهل القطاع.

وشارك في المداخلات وتسيير الجلسات نخبة من الخبراء والمهندسين المعماريين وأهل الاختصاص من الجامعات التونسية وبوركينا فاسو وبلجيكا وفرنسا وفدرالية المهندسين المعماريين الفرانكوفونيين بإفريقيا وكلية الطب بصفاقس والمركز القطاعي للإلكترونيك بساقية الزيت.

وتم في يوم الطوغو عرض السوق الطوغولية من حيث فرص الاستثمار والتشريعات. كما اعلن السيد رضا الفراتي رئيس الغرفة عن موعد تنظيم النسخة الثانية من الصالون الافريقي للبناء (افريبات) وذلك في شهر اكتوبر 2016.

أما اليوم الثالث من الصالون الموافق ليوم 8 مارس فقد شهد اهم فعالياتها وهو المنتدى الاقتصادي الذي تمحور حول تعزيز الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص في البناء والبنية التحتية … كما شهد الاعلان عن ميلاد الغرفة التونسية الكونغولية المشتركة في سياق يوم الكونغو بالصالون.

المنتدى الاقتصادي: فضاء لدعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص

تولى افتتاح هذا المنتدى الاقتصادي كاتب الدولة لدى وزير الخارجية المكلف بالديبلوماسية الاقتصادية حاتم الفرجاني بحضور وزيري الاسكان والتعمير بالغابون ومالي وسفيري الصين ومالي وممثلين رفيعي المستوى من عديد الدول الإفريقية والهياكل الإقليمية والفاعلين الاقتصاديين من تونس وخارجها.

وقد لاحظ الفرجاني ان سياسة الدولة التونسية تهدف اليوم بالاساس الى الرجوع للاسواق الافريقية وان التركيز على البنية التحتية والاشغال العامة يوفر فرصة مهمة جدا للشركات التونسية التي حققت نجاحا كبيرا في افريقيا ودخلت اسواقها في السنوات الاخيرة بقوة نظرا للخبرات والكفاءات التونسية في هذا القطاع.

واشار الوزير الى أن بعض المشاكل مازالت موجودة على المستوى اللوجيستي كالبنوك والنقل الجوي والبحري ذلك ان عملية تحسين التبادل التجاري بين تونس والدول الافريقية تتطلب  فتح خطوط جوية مباشرة وفتح خط بحري يربط تونس مع السينغال والكوت ديفوار والكامرون وغانا.

من ناحيته ثمن رضا الفراتي العلاقة الجيدة التي تجمع تونس بعديد الدول الافريقية بما يوطد التعاون جنوب- جنوب. واكد أن القطاع الخاص هام وبامكانه ان يقدم خدمات كبيرة للاقتصاد وللمجموعة الوطنية رغم أنه في وضع صعب يأمل الجميع بأن يكون ظرفيا وأضاف أن شعار"ميديبات في قلب افريقيا" هو تاكيد على ما بلغته هذه التظاهرة من اشعاع مما وطد علاقتها بالأصدقاء في افريقيا  حيث شارك 12 بلدا افريقيا في هذه الدورة.

وقد تم خلال المنتدى القاء كلمات من قبل الضيوف وتقديم مشاريع للانجاز بالشراكة بين القطاعين العام والخاص في عدد من البلدان الافريقية، وتعاقب رؤساء الوفود على تقديم المشاريع المدرجة في برنامج المنتدى، كما جرى تقديم مشاريع من الغابون (بناء وحدات انتاج لمواد البناء وتهيئة مقاسم عقارية) ومن مالي (انجاز مساكن اجتماعية) ومن السينغال (مبان وزارية وحي للاعمال يتضمن مقار اجتماعية لهياكل دولية) ومن النيجر (احد عشرمشروعا منها بناء مبان اجتماعية ومحطة نووية ووحدة لف ومستودعات غاز بثماني مناطق وشباك موحد لتسجيل السيارات) ومن الكامرون (احداث مركزية شراءات يمكن استغلالها لعرض المنتجات التونسية) ومن جمهورية الكونغو الديمقراطية ( بناء عاصمة جديدة ).

الإعلان عن إنشاء غرفة مشتركة تونسية كونغولية

شهد اليوم الثالث ايضا تنظيم يوم الكونغو الديمقراطية الذي تميز بالإعلان الرسمي عن إنشاء غرفة مشتركة تونسية كونغولية لدعم العلاقات التجارية والصناعية بين البلدين بإشراف رئيس غرفة التجارة والصناعة لصفاقس رضا الفراتي ورئيس غرفة الكونغو مبونيو ليهومبو (Mbonyo LIHUMBO). كما تم عرض السوق الكونغولية وفرص العمل فيها وتشريعاتها والقطاعات المتاحة وهي خاصة المناجم والمياه والصناعات الغذائية والبناء والاشغال العامة. وشاركت في هذا العرض مديرة مركز النهوض بالصادرات في صفاقس هدى السلامي التي قدمت فحوى دراسة اعدها المركز لهذه السوق.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.