أحدهم وجهه مشوه وآخر يحمل ثقبا في جمجمته: السلطات التونسية مدعوة إلى استرجاع الأطفال المعتقلين بالخارج

هبة حميدي-

قالت "هيومن رايتس ووتش"، إن السلطات التونسية تتقاعس في إعادة أطفال تونسيين محتجزين دون تُهم في معسكرات وسجون أجنبية لعائلات أعضاء تنظيم "داعش الإرهابي" إلى تونس، وأغلب هؤلاء الأطفال محتجزون مع أمهاتهم، لكن 6 على الأقل منهم يتامى.

وحسب احصائيات رسمية صادرة عن وزراة المرأة، يوجد حوالي 200 طفل (لم تتجاوز أعمارهم 6 سنوات) و100 امرأة يعتقد أنهم تونسيون (لم يتم اثبات جنسيتهم بصفة علميّة بعد)، محتجزين في الدول التي عاشت الحرب مع التنظيمات الارهابية، أغلبهم في سوريا وليبيا.

وتمكّنت تونس من استرجاع 3 أطفال فقط من ليبيا، وروّجت جهات ليبية أن نظيرتها التونسية وافقت أيضا على إعادة 6 يتامى يعيشون في مأوى تابع لـ "الهلال الأحمر" بليبيا في منتصف فيفري 2019.

وفي هذا السياق علمت حقائق اون لاين من مصدر مسؤول، أنّ وفدا تونسيا من الشرطة الفنية تنقل الى ليبيا للقيام بالاجراءات اللازمة على غرار الفحوصات والبصمات التي تخص الأطفال وآباءهم.

ولفت إلى أن السلطات التونسية لا تزال في مرحلة الأعمال الفنية حيث تكفّلت وزارة الداخلية بإجراء التحاليل الجينيّة والبصمات وذلك لإثبات هوياتهم لأن تونس ليس لها أي معطيات أو قاعدة بيانات لهويات هؤلاء الأطفال.

ولمزيد الاستفسار حاولت حقائق اون لاين البحث عن تطورات المسالة مع وزارة الخاجية لكنها لم تتلق ايّ ردّ.

وفي مكالمات ورسائل نادرة مع عائلات النساء المقيمات مع أطفالهنّ، صرحن أنهن يعشن في زنزانات مكتظة في ليبيا أو في معسكرات تتكون من خيام شمال شرق سوريا، ويعانين من نقص حاد في الغذاء واللّباس والدواء، وفقا لما ذكرته هيومن رايتس ووتش.

وأضافت بعض النساء انهنّ والأطفال تعرضوا للضرب على يد المحققين، وأحيانا بشكل متكرر وذلك في سجن "الجوية" في مصراتة بليبيا، وإن بعض المحتجزين، ومنهم أطفال، يعانون من انطواء حاد ويرغبون في الانتحار.

هيومن رايتس ووتش تنقل شهادات لوضعيات محرجة لأطفال في المعتقل

دعت هيومن رايتس ووتش، تونس إلى ضمان استرجاع مواطنيها الأطفال المحتجزين في الخارج، بشكل سريع وآمن، وجلب امهاتهم معهم، وقالت: "إن كانت تونس والدول الأصلية الأخرى تعتبر الأمهات خطرا أمنيا، فبإمكانها التدقيق فيهن أمنيا أوعند الاقتضاء مراقبتهن أومحاكمتهن عند عودتهن مع احترام معايير المحاكمة العادلة".

ونقلت المنظمة معاناة بعض الاأطفال المرضى والمعتقلين، وذكرت أنه في 2016، أثناء اشتباكات بين جماعات مسلحة في مدينة صبراتة الساحلية، قُتل والد الطفل براء واخترقت رصاصة ظهر ابنه (4 أعوام) وخرجت من بطنه، وقد خضع  الطفل حينها إلى 5 عمليات ويحتاج إلى عملية إضافية لا يمكن اجراؤها في ليبيا الى حدّ اليوم.

ولفتت المنظمة الى انّ براء ووالدته محتجزان معا في سجن معيتيقة، وقد لمّت قوة الردع الخاصة شملهما بعد أن أمضى براء 4 أشهر في مستشفى، ونشرت فيديو اسمته لمّ الشمل ظهرت فيه الامّ  تبكي بشكل هستيري، وبراء الذي كان طفلا يحبو ينظر في خوف وذهول، وقد  سألتهم وحيدة "هل أستطيع ضمّه أرجوكم؟" كان هذا واحدا من عدة فيديوهات نشرتها قوة الردع الخاصة وحكومة الوفاق الوطني حول نساء وأطفال تونسيين محتجزين يبدو أنهم يلقون باللوم على تونس بسبب انسداد أفق عودتهم.

وكشف بعض الأقارب لـ هيومن رايتس ووتش إنه بالإضافة إلى براء العالق في ليبيا، يوجد طفلان آخران عالقان في سوريا يحتاجان إلى عمليات جراحية: أحدهما (10 سنوات) قد تشوّه وجهه بعد انفجار عبوة غاز في خيمة في معسكر روج، والآخر (4 سنوات) يعيش مع أمه في مخيم للنازحين السوريين في عزيز، ويحمل ثقبا في جمجمته بسبب هجوم تفجيري. والد هذا الطفل تونسي وهو متوفي.

كما صرّح ايضا أقارالتونسيون  المعتقلين، إن معسكرات شمال سوريا وسجون ليبيا تبيع أيضا الغذاء بأسعار باهظة جدا، والعائلات لا تستطيع دائما ارسال المال.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.