31
يسرى الشيخاوي-
"حلم ليلة صيف"، مسرحية كوميدية لوليام شكسبير يمتزج فيها الواقع بالخيال، تدور أحداثها في أثينا القديمة حيث تتحول استعدادات زواج الدوق إلى فضاء لمحاسبة "هرميا" الفتاة التي رفضت الزواج من "ديمتريوس" الذي اختاره والده لأنها تحب " ليسندر".
وفي لحظات ملؤها الجور والظلم، يطالب والد "هرميا" الدوق بتنفيذ قانون قديم على ابنته المتمرّدة إمّا بقتلها أو نفيها مدى الحياة، هو قانون لفّه النسيان وعلّق العمل به، ولكنّ الوالد الذي أراد قطع ألسنة الشامتين أحياه من جديد.
وأمام إصرار الأب على عقاب ابنته على فعلتها التي أعدّها شنيعة، أمهل الدوق "هرميا" أربعة أيام لتعيد النظر في قرارها المتعلّق برفض الزواج من "دميتريوس" وإلا يكون الموت أو النفي مصيرها.
"حلم ليلة صيف" بنفس عنوانها مطعمة بشذرات من خطاب المحب لرولان بارت، عمل مسرحي جديد لفرقة بلدية تونس للمسرح بدعم من وزارة الثقافة، وهو من إخراج محمد المختار الوزير، وتمثيل البشير الغرياني وسهيل عمّاري ورانية العقربي وهيثم العويني وأصالة كواص والمالكي اللباوي وهدى العيساوي وزياد المشري ورؤى بوهلال وأسامة الماكني وأيوب عوينتي وأنس الهمامي وحامد سعيد.
والمسرحية في عرضها الأوّل الذي انتظم بالمسرح البلدي، لم تكن لافتة للنظر بالقدر الذي يليق باقتباس عن أعمال شكسبير ورولان بارت، لكن ذلك لا ينفي أنّ النص المسرحي جيّد رغم بعض الهنات، ومن نقاط الضعف فيها الأزياء التي لم تكن تمتّ بصلة إلى الحقبة التي تعود إليها المسرحية ولا الأزياء التي كان يرتديها سكان أثينا القديمة، باستثناء زي "الدوق".
وعلى مستوى الأداء، لم يكن كل الممثلين متمكّنين من نطق النصّ باللغة ولا إعراب الكلمات الواردة فيها إلى جانب بعض التعسف على مخارج الحروف، وفي موضع المواضع كان الأداء باهتا وبلا روح وكأن بعض الممثلين اكتفوا بترديد نص حفظوه كما وردهم.
ورغم الهنات يبقى الجزء من المسرحية المتعلّق بالتمثيل داخل التمثيل والذي ردّد الممثلون نصه بالعامية، نقطة قوّة في المسرحية ومتنفّسا للجمهور.