في عملية الأيام الثمانية: الداخلية تكشف عن كافة أطوار تنفيذ مخطط اغتيال المهندس الزواري والأطراف المورطة فيه

يسري اللواتي- 



أقرت وزارة الداخلية الثلاثاء 11 ديسمبر 2018، أن منفذا عملية اغتيال المهندس محمد الزواري أمام منزله يوم 15 ديسمبر 2016، هما شخصان حاملان للجنسية البوسنية أحدهما يدعى الفير ساراك والآخر آلان كامدزيك، قدما الى تونس يوم 8 ديسمبر 2016 عبر ميناء حلق الوادي أي قبل تنفيذ العملية بأسبوع.

وكشفت الوزارة خلال ندوة صحفية حضرها الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس والقطب القضائي لمكافحة الارهاب سفيان السليطي ومدير الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الارهاب وعدد من القيادات الأمنية البارزة، أن التخطيط الفعلي لاغتيال المهندس الزواري انطلق منذ شهر جوان 2016 أي قبل 16 شهرا من العملية وذلك عبر وضع مخططين "أ" و "ب" يعتمدان أساسا على التعاون مع أشخاص حاملين للجنسية التونسية من أجل الاعداد اللوجستي المسبق على غرار كراء سيارات وتجهيز هواتف جوالة للتواصل.

وفق ما ذكره مدير الوحدة الوطنية للبحث في الجرائم الارهابية نزار القماطي فقد تحول الشخصان البوسنيان بعد وصولهما الى ميناء حلق الوادي يوم 8 ديسمبر 2018، الى مدينة المنستير ثم التحق بهما دليل سياحي من أجل التغطية على العملية والايهام، ثم انطلقا في اليوم الموالي الى العاصمة بعد ربط الصلة بأحد الأشخاص لتسهيل عملية كراء سيارة والايهام بأنهما ينويان الاستثمار هناك.

وتابع بأن الشخصين البوسنيين اعتمدا خلال تواجدهم لمدة أسبوع بالتراب التونسي على الايهام والتجول بعدد من الولايات والمناطق في الشمال والجنوب، ليتحولا يوم 10 ديمسبر الى مدينة دور بتوزر عبر ولاية القيروان، كما مروا بمدينتي شنني ومطماطة ضمن جولة "سياحية" بولاية تطاوين، مشيرا الى أنهما تابعا يوم 11 ديسمبر جولتهم السياحية في تطاوين ليعودا في نفس اليوم الى ولاية المنستير.

يومين قبل العملية كلف المكنى سليم بوزيد الصحفية مها بن حمودة بكراء سيارتين لاستغلالها للتمويه وتنفيذ عملية الاغتيال، وهو ما قامت به الصحفية التي لم تكن على علم بأي تفاصيل بخصوص ما يخطط له الطرفان البوسنيان، ليتم يوم 14 ديسمبر وفق قول مدير الوحدة الوطنية للبحث في الجرائم الارهابية "رصد رقم أجنبي دخل الى ولاية صفاقس الى جانب سيارة أخرى كانت تكتشف المسالك القريبة المحاذية لمنزل الشهيد لاستغلالها قبل العملية وعند الانسحاب".

يوم تنفيذ العملية أي بتاريخ 15 ديسمبر 2016، توجه "آلان" و "آلفير" الى مدينة عقارب بولاية صفاقس بغاية "شراء زيت بيولوجي" في اطار التمويه والتغطية على العملية التي سينفذونها بعد ساعات وكان الشهيد الزواري في ذلك اليوم قد توجه الى مخبر تحاليل طبية قريب من منزله حوالي الساعة 13.05.

بعد ذلك تلقى العنصران وفق افادة مدير الوحدة الوطنية للبحث في الجرائم الارهابية، اتصالا حوالي الساعة 13.44 ليسبقا الزواري الى مكان اقامته وينفذا العملية باستعمال مسدسين، وتم الانسحاب بواسطة سيارة عبر الطريق الرئيسية.

يذكر مدير الوحدة الوطنية للبحث في الجرائم الارهابية أن الشهيد لم يتم تعقبه مدانيا طيلة أيام تواجد الشخصين في صفاقس، بل تم اختراق هاتفه الجوال الذي تلقاه كهدية أثناء تواجده في تركيا لتحديد مكانه.

يؤكد نزار القماطي أن منفذا الجريمة "كانت لهم درجة عالية من الحرفية" خاصة وأنهما تركا بالسيارة التي تم استغلالها في الانسحاب الهواتف الجوالة للتمويه وعقود كراء السيارات باسم أشخاص آخرين لا علاقة لهم بالعملية.

وأشار في السياق ذاته الى أن الشخصين منفذا العملية اتجها الى أحد النزل بولاية القيروان بعد تنفيذ الجريمة وقاما بالحجز هناك الى غاية يوم 16 ديسمبر بهدف التمويه، الا أنهما غادر البلاد في نفس يوم اغتيال الزواري على الساعة 11 ليلا عبر ميناء حلق الوادي.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.