مروى الدريدي-
تمرّ اليوم 66 سنة على ذكرى اغتيال الزعيم الوطني والنقابي فرحات حشاد (5 ديسمبر 1952)، مؤسّس أول منظمة نقابية افريقيّا ودوليّا سنة 1946، وهي الاتحاد العام التونسي للشغل.
واغتيل حشّاد في حادث لم تُكشف تفاصيله وملابساته إلى يومنا هذا، واكتفت بعض التقارير والدراسات عن الحديث عن تورّط ما تسمى بمنظة "اليد الحمراء"، وقد فنّد نجله نور الدين حشاد هذه الرواية، منتقدا بشدة من يزالون إلى اليوم يتحدثون عن تورط هذه المنظمة.
وأكّد نور الدين حشاد في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى 66 لاستشهاد والده، بأن جريمة اغتيال حشاد هي جريمة دولة كانت بتدبير وتواطؤ مسبقين من قبل رئيس الحكومة الفرنسية وأربعة من وزارئه يوم 15 ماي 1952– أي قبل أكثر من ستة أشهر من وقوع عملية الاغتيال- في ذلك الوقت وكلفوا جهاز المخابرات بتنفيذها يوم 5 ديسمبر 1952.
وأشار حشاد الإبن إلى أن الجريمة نفذت بمتابعة من قبل سلطات الاستعمار المتمثلة في الجيش والمقيم العام والمصالح المختصة بالمخابرات، وأن الولايات المتحدة كانت على علم مسبق بالجريمة التي جرى تأخيرها في انتظار الوقت المناسب تجنبا لإغضاب الجانب الأمريكي، ولم يُشر إلى مدى تورط الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في جريمة الاغتيال مثلما تحدث البعض عن ذلك.
علاقة بورقيبة بحشّاد بقيت مغيّبة إلى اليوم وتحتاج إلى البحث والدّرس
المؤرخ عبد الجليل التميمي اعتبر أن ملفّ اغتيال فرحات حشّاد لم يتناوله المؤرخون والباحثون بكيفية متأنية وفاعلة وفقا للمعطى الوثائقي الجديد، مشيرا إلى وجود مـحاولات عديدة لـمعرفة الحقيقة لكنها تبقى دون فاعلية ما يحيل على ضرورة أن يكون هناك عمل جماعي لباحثين ليسوا متأدلجين للبحث في هذا الملف.
وقال عبد الجليل التميمي في تصريح سابق لحقائق أون لاين، "صحيح إن نور الدين حشاد استطاع أن يجمع المزيد من الوثائق من بروكسال وفرنسا وأمريكا حول والده لكننا كباحثين ننتظر أن يفتحها للعموم وخاصة للمختصّين والمؤرخين"، مضيفا أنّ العمل على ملف اغتيال فرحات حشاد يتطلب لجنة متكونة من مؤرخين وفاعلين من مختلف التيارات وبمشاركة النقابة للعمل على هذا الملف المهم جدّا.
وشدّد التميمي على أن أي بحث عن فرحات حشاد يجب أن يتناول موقفه تجاه بعض القيادات السياسية في تلك الفترة وخاصة علاقته ببورقيبة التي بقيت مغيبة إلى اليوم وتحتاج إلى البحث والدّرس.