شبح العنف والتطرّف يستهدف المسرحيّين من جديد

 يسرى الشيخاوي-

 
تعرّض أربعة مسرحيّين شبّان إلى الاعتداء من قبل "سلفي" ومجموعة من الأشخاص قاطنين بحي القوافل بسيدي بوزيد المدينة، وفق ما رواه لحقائق أون لاين أحد المتضررين محمّد أيمن الكشرودي.
وعن حيثيّات الواقعة، يقول الكشرودي إنّه تعرّض رفقة أصدقائه إلى التعنيف من قبل جاره السلفي الذي يقطن في الطابق الأرضي الذي أجّره وزملاؤه بهدف التجهيز لعمل مسرحي في الجهة، وفق تعبيره.
ويضيف أنّ جاره لم يرق له الأمر ولم ينفك يضايقه وزملاؤه قبل أن يقتحم منزله ليلا رفقة ما يزيد عن عشرة أشخاص مسلّحين بالعصي والهراوات وعنفوهم مخلفين لهم أضرارا جسدية، على حدّ قوله.
ويشير الكشرودي إلى أنّ الأشخاص الذين تولوا تعنيفه وتقييده داخل سيارة رفقة زميله واقتادوه إلى مركز الشرطة متهمين المسرحيين الأربعة متهما إياهم بمحاولة سرقة منزله ومحاولة اغتصاب زوجته المنقبة، وفق روايته.
ويرجع محدّثنا أسباب الاعتداء الذي تعرّض إليه رفقة زملائه، إلى انّ جاره السلفي الم يرق له فكرة التحضير لعمل مسرحي في الوقت الذي يؤدي فيه الصلاة، على حدّ تعبيره.
ويتجه المسرحيون الأربعة إلى رفع قضية بجارهم خاصة وأنهم تعرضوا إلى أضرار جسدية، من بينها إصابة في الرأس لأحدهم مازال يتلقّى على إثرها إسعافات في المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد.
يشار إلى أنّ الشبان الأربعة وهم كل من أستاذ المسرح محمد أيمن الكشرودي والمسرحي حسام الدين الزريبي، والممثلين الهاويين عبد القادر جلولي وسامح طقوقي، يستعدون لعمل مسرحي بعنوان " الاختناق" من إخراج وائل الحاجي وإنتاج القبعة الحمراء.
مجموعات سلفية عمدت إلى تعطيل تظاهرة ثقافية تحت شعار "الشعب يريد مسرحاً" نظمتها الجمعية التونسية لخريجي معاهد الفنون الدرامية في إطار الإحتفال باليوم العالمي للمسرح.
وليست المرّة الأولى التي تطال فيها اعتداءات بعض السلفيّين المسرحين والفنّنانين، ولعلّ أشهرها الاعتداء على رواق قصر العبدلية سنة 2012  احتجاجا على عرض لوحات فنية خلال الدورة السادسة لربيع الفنون اعتبروا فيها تعديا على القيم الإسلامية، وفي نفس السنة هاجمت جماعات سلفية مشاركين في التظاهرة الثقافية "الشعب يريد مسرحاً" نظمتها الجمعية التونسية لخريجي معاهد الفنون الدرامية في إطار الإحتفال باليوم العالمي للمسرح، ورشقتهم بالقوارير، ونعتتهم بأقذع الأوصاف، إلى جانب تكفيرهم.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.