قسم الأخبار-
تحدث رئيس حزب حراك تونس الارادة منصف المرزوقي، عن ما وصفه "بالأيام العصيبة في تاريخ تونس الحديث" بعد سقوط متزايد لمنظومة حكم "فقدت أبسط الضوابط الأخلاقية والحدّ الأدنى من الحياء"، وفق تعبيره.
ودعا المرزوقي في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية على الفايسبوك من وصفهم "بشعب المواطنين للاستعداد للمعركة المقبلة وهي معركة وجود ورهانها عدا الخروج من المستنقع الأخلاقي للمنظومة الحاكمة حاليا"، وفق قوله.
وفي ما يلي نص التدوينة:
بلا قيم …بلا قيمة
إنها لأيام عصيبة في تاريخ تونس الحديث ونحن نشاهد كل يوم السقوط المتزايد لمنظومة حكم يبدو وكأنها فقدت أبسط الضوابط الأخلاقية والحدّ الأدنى من الحياء.
-رئيس حكومة جاء به المال الفاسد والاعلام الفاسد والتحيل على منتخبيه والوعود الكاذبة يواصل في نفس النهج بعد أن انقلب على ولي نعمته الذي وصل قرطاج هو الآخر بنفس الآليات ونفس الوعود الكاذبة.
-صراع عبثي هزلي بينه وبين وليّ نعمته هذا والذي لا شغل له من اليوم إلا الانتقام ممن غدر به ومرّغ "هيبته ” في التراب وهو صراع ضحيته ما تبقى من مصداقية المنظومة بأسرها .
-سياسي يُرفع عنه تحجير السفر في قضايا فساد فيغدر بمن حاول شراءه أي رئيس الحكومة ليصبح بقدرة قدير أمين عام حزب غريمه لأن العملية تبدو أكثر ربحا في منظومة كل شيء فيها حساب مصالح خسيسة لا غير.
-سياسي آخر بنى ”مجده” على الوعد والوعيد ضدّ النهضة انطلاقا من " مبادئ" لا بيع فيها ولاشراء وها هو يقاسمها السلطة بممثلين عن حزبه دون أن يرفّ له جفن.
-قيادات هذا الحزب تواصل تسمية الصفقات مع الذين دفعوا البلاد للثورة وقادوا الثورة المضادة ” اعتدال" و"توافق" و”تسامح ”وهلم جرا ورفعا ونصبا ، متجاهلة أن من غدروا ببعضهم البعض- وهم من نفس العائلة -لا ينتظرون إلا إشارة " المعلم الكبير" أوتغيير موازين القوى ليبطشوا بكل من يقول لا إله إلا الله فما بالك بخصوم سياسيين يكرهونهم أشدّ الكره ويضمرون لهم كل الشرّ… والكل يبتسم للكل ابتسامة الخديعة والنفاق، المصافحة باليمنى واليسرى ممسكة بالخنجر وراء الظهر.
– نواب يباعون ويشترون في سوق النخاسة السياسية تحيلوا على منتخبيهم بالانتقال من حزب لأخر ولا أحد طالب بمحاكمتهم بتهمة الغشّ والنصب على من انتخبهم عن برنامج لحزب دون سواه …وهؤلاء المحتالين هم من يشرّعون القوانين المنظمة للحقوق والواجبات!!!.
-برلمان شكّل بالنسبة للمجلس التأسيسي قفزة جبارة إلى الوراء وإلى تحت… امتلأ ببنواب أشباح …ونواب اشتروا مقاعدهم … وآخرون احتلت فضائحهم فضاء الانترنت وآخرون الخ …طابور طويل إلا من رحم ربّك وربّك لم يرحم الكثيرين.
انتظروا الآن بقية مسلسل الانحطاط: استطلاعات الرأي المزيفة ، حملات تشويه الخصوم بأقذر الوسائل ، تزييف الأرقام الاقتصادية، استنفار شركات العلاقات العامة لخلق الزعامات الكارتونية وبيع الأوهام … احتدام معارك خسيسة بين اللئام على مأدبة الأيتام لتقاسم مغانم اليوم والغد ….بانتظار موسم الحملة الجديدة للوعود الكاذبة والاعلان عن فتح السوق لشراء الذمم.
بخصوص شراء الذمم. في السويد لا يعاقب القانون المرأة التي تبيع جسدها وإنما الزبون الذي يستغل فقر المسكينة لاغتصاب مدفوع الأجر.
بنفس الكيفية يجب أن يكون لنا عاجلا أو آجلا قانون يعاقب بمنتهى الصرامة الأحزاب والممولين والسماسرة على الميدان الذين يشترون أصوات أكثر الطبقات الاجتماعية فقرا وجهلا وهشاشة.
هؤلاء الناس أحقر من مشت بهم القدم إذ هم باشترائهم لأصوات الفقراء بالمال، أو بمقابل أقل فجاجة، يصادون حريتهم ويوجهونهم بمنتهى الخبث ضدّ مصالحهم الحقيقية وخاصة يطعنونهم في كرامتهم مستغلين حاجتهم الماسة أحيانا للأكل تماما كما يفعل حرفاء البغايا .
لذلك المعركة المقبلة لن تكون بين برامج سياسية كما كنا نأمل ، وإنما بين مكنات المال الفاسد والاعلام الفاسد والعصابات السياسية الفاسدة وبين شعب المواطنين… بين قوى تفاقم الوباء في المجتمع والقوى المتصدية له تخطط للشفاء .
شعب المواطنين أوسع ألف مرة من مناضلي الحراك أو العائلة الديمقراطية أو الثورية أو اليسارالاجتماعي أو بقية الوطنيين المنتشرين في أغلب الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والمستقلين . إنه أكثرية هذا الشعب غير المنخرط في أي تنظيم التي تنظر لكل هذا الانحطاط الأخلاقي في المنظومة الحاكمة يتقاسمها الغضب والإحباط ولا أحد يدري كيف ستواجه مواصلة الاستخفاف بحقوقها ومصالحها و أبسط قيمها.
استعدوا.
المعركة المقبلة معركة وجود ورهانها عدا الخروج من المستنقع الأخلاقي للمنظومة الحاكمة حاليا استقلال تونس وحرية التونسيين وكرامة كل تونسي وتونسية.
ولا بدّ لليل أن ينجلي.
منصف المرزوقي.