18
يسرى الشيخاوي-
سجّاد أحمر تتهادى عليه نجمات السينما التونسية ونجومها، و"ممثلات" الصدفة، والساسة وزوجاتهم، وحواجز حديدية في الخارج تجمع حولها بعض التونسيين يهتفون كلما أطل ممثل مشهور، كانت هذه الأجواء العامة لافتتاح أيام قرطاج السينمائية في مدينة الثقافة.
حضور لافت لبعض النجوم العرب على غرار أيمن زيدان وعابد الفهد وعبد المنعم عمايرة وليلى علوي وممثلين تونسيين قدموا الكثير السينما التونسية، لكنه لم يكن كفيلا ببعث روح شارع الحبيب بورڨيبة وسحره في قلب مدينة الثقافة.
لشارع الحبيب بورڨيبة سحر خاص
لافتتاح أيام قرطاج السينمائية في مدينة الثقافة المنتصبة في شارع محمد الخامس، على بعد أمتار من مكان انفجار حافلة الأمن الرئاسي ذات عملية إرهابية، رمزيته، ولكن هذا لا ينفي أنه كان افتتاحا باهتا، حدّته حيطان المدينة وسقفها.
وأن يكون لتونس مدينة ثقافية تحتضن المهرجان السينمائي يحسب لها، ولكن هذا المهرجان مهرجان الشعب سمته الأساسية الإلتحام بين الجمهور والنجوم، وهو ما شهدته الدورات التي انتظمت بشارع الحبيب بورڨيبة.
لشارع الحبيب بورڨيبة سحره، ولامتداده رونقه الخاص، تلك الحركية وذلك الزخم الشعبي لم يشهدها الافتتاح في مدينة الثقافة حيث حضر خارجها عدد من الأشخاص يمكن عدهم لقلتهم، وربما يعود ذلك للبرد القارس.
لا تمزجوا الثقافة بالسياسة
منصة شرفية لرئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب ووزير الثقافة، بوجوه " بلاستيكية" تغيب عنها الابتسامة، كان مشهدا " مزعجا" في قاعة الاوبرا بمدينة الثقافة.
أيام قرطاج السينمائية، مهرجان يحتفي بالسينما والسينمائين وصناع الأفلام، ولا يحتفي بالسياسيين، ربما نجد لمن اقترح المنصة الشرفية أعذارا من بينها أن السياسة "سينيما" بلا نبل.
ثم لما لم يجلس رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب ووزير الثقافة في المقاعد الأمامية؟، ما الداعي إلى ذلك البرج العاجي وكل ذلك الكم من التكلف في مهرجان يحتفي بالسينما والفن؟، وما الداعي للاحتفاء بالسياسيين وذويهم في الوقت الذي غابت فيه وجوه فاعلة في المشهد السينمائي التونسي؟.
افتتاح بلا روح
تقديم حفل افتتاح أيام قرطاج السينمائية كان "باردا" ومملا، ويخلو من رؤية إخراجية تشد إليها الحضور الذين غادر بعضهم قاعة الاوبرا لتدخين سيجارة.
الافتتاح قدمته الفنانة والكوريغرافية سندس بلحسن بلا روح، قراءة باهتة لفقرات الافتتاح، على ركح مظلم يبعث على الاكتئاب.
الركح غابت عنه منصة لحديث أعضاء لجان التحكيم الذين كانوا يصطفون في انتظار المكروفون من مقدمة العرض، وكأن الأمر يتعلق بافتتاح أحد النوادي الحديثة.
وإن احتفى حفل الافتتاح بالبلدان الأربعة ضيوف الشرف في المهرجان وهي العراق والهند والبرازيل والسينغال من خلال عروض عزف ورقص، فإن هذه العروض كانت تنقصها رؤية إخراجية تكسر رتابة الركح.
عديدة هي الهوامش التي شهدها الحديث عن افتتاح أيام قرطاج السينمائية، ولكن تبقى السينما لب الحديث، وتظل صور الطوابير أمام قاعات السينما مركز الاهتمام ودليلا على عشق التونسيين لهذا الفن.