يسرى الشيخاوي-
في اختتام أيام قرطاج الثقافية للإبداع المهجري، ضربت إدارة المهرجان موعدا للجمهور مع عرضين موسيقيّين أحدهما لعازف العود التونسي المقيم بليون الفرنسية خالد بن يحيي والآخر لعازف الإيقاع التونسي المقيم بباريس عماد العليبي.
كانت البداية مع عرض "Rose à malice " لخالد بن يحيي كما هو مبين في برنامج حفل الاختتام، وأطلّت الفرقة المصاحبة لعازف العود، هي فرقة تضم خالد بن يحي عازفا على آلة العود، و"Michel lethiec" على الكلارينيت و"jean Paul alimi" على البيانو و"Heinz schommers" على الكونترباص و"Christophe Perez" على الدرامز ولطفي صوة على الإيقاع، وحسين ميلود على الناي ورياض بن عمر على الكمنجة.
مازالت الأمور على ركح قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة تسير بشكل طببعي، إلى أن تكفّل عازف البيانو الفرنسي "jean Paul alimi" لتقديم العرض، قال إن العازفين من تونس وفرنسا وأن خالد بن يحيي "قائد" الفرقة.
ولكن لماذا يقدم عازف البيانو الفرنسي العرض والحال ان خالد بن يحيي " بطله"، ألا يجيد بن يحيي الحديث، قطعا هذا الامر مستبعد لأنه أخذ الكلمة فيما بعد لتقديم المعزوفات وعرج على أسماء العازفين في نهاية العرض.
وطريقة حديث البيانيست تدلّ على أنه هو قائد الفرقة وليس عازف العود خالد بن يحيي، قد تبدو مثل هذه التفاصيل بسيطة وحتى "تافهة" في نظر البعض ولكن إن أمعنا في السياق فوقعها في النفوس سيكون أكبر، فالتظاهرة التي يندرج في إطارها عرض "Rose à malice" هي أيام قرطاج للإبداع المهجري يعني من المفترض يكون تقديم الحفل صلب الموضوع وأن يتولى خالد بن يحيي تقديم العرض.
ونحن لسنا في تظاهرة لعرض المواهب الفرنسية، ثم ما معنى أن يقول البيانيست أنّ بعض المقطوعات ألفها هو وبعضها ألفها هو، واضعا "بطل" العرض في مرتبة ثانوية، لماذا لم يقدم خالد بن يحيي العرض ويقول إن بعض المقطوعات من تأليفها وبعضها من تأليف "jean Paul alimi"؟
ووفي اختتام أيام قرطاج الثقافية للإبداع المهجري تميّز عازفون تونسيون من غير المقيمين في المهجر، ومع انطلاق العرض امتزجت إيقاعات الجاز مع الموسيقى الشرقية والنغمات الصوفية العميقة، وصبغت أنغام ناي حسين ميلود العرض بمسحة من الرقة والشجن لتردّ عليه إيقاعات الدف بين يدي لطفي صوّة لتعود "القيادة" إلى خالد بن يحي.
وعلى الركح امتزجت الموسيقى الشرقية بالغربية، كما امتزجت الإيقاعات الهندية بالتونسية في المقطوعة "كايو" التي غنّاها ضيف العرض منير الطرودي، تهادى الطرودي بين حرفي "الدال" و" النون" وصفق له الجمهور، ولكن هل يوقف التصفيق سيل الأسئلة لمرتبطة باستراتيجية الدورة التأسيسية لأيام قرطاج الثقافية للإبداع المهجري؟