أمل الصامت –
قال القيادي بحركة النهضة عبد الحميد الجلاصي إن الرسالة التي وجهها عدد من مناضلي حزبه إلى رئيسه راشد الغنوشي "هي من ناحية الشكل ممارسة لحق الاختلاف والتنوع وواجب النصح ولفت الانتباه، ومن ناحية المضمون هي وجهة نظر في قراءة لوائح الحركة وتقدير الموقف الوطني والاقليمي والدولي وحتى في قراءة السلوك السياسي للحركة منذ ربيع 2015، ثم منذ ماي الماضي".
واعتبر الجلاصي في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الخميس 4 أكتوبر 2018، أنه من حق المناضلين الذين اختاروا توجيه هذه الرسالة لرئيس الحركة، فعل ذلك، لما له من تاثير قانوني واعتباري، مستدركا بالقول: "لكن سيكون مجالها النقاش في مجلس الشورى الإطار الدستوري لتحديد السياسات".
وأضاف: "ورغم أن الاوضاع الديمقراطية تخفف من الحواجز بين الراي العام والحياة الداخلية للأحزاب إلا أن مؤسسات الحركة قد تكون مطالبة بتحديد المسؤولية في وصول الوثيقة إلى وسائل الاعلام.. ولا أظن أن أصحابها قصدوا ذلك.. وبترتيب ما يجب من إجراءات إن كان في الأمر تجاوزا للأعراف التنظيمية".
كما اعتبر أن الأوضاع في البلاد معقدة وتتطلب حلولا ليست بسيطة، تتطلب بدورها من كل الوطنيين إدارة نقاش واسع فيما بينهم، لافتا إلى أن الاحزاب السياسية أحد الفضاءات المهمة لهذا الحوار.
وأكد في هذا السياق، أن حركة النهضة حريصة على الاعتراف بالتنوع والاحتفاء به وايجاد مواثيق اخلاقية ترعاه وربما الانتقال في مرحلة ما من مراحل تطورها ونضجها الحركي إلى تنظيمه، لكن الاهم في تقديره في هذه المرحلة هو النقاش الوطني العميق للأفكار حتى تستجيب الحياة الحزبية في مناخاتاها وعلاقاتها وخطابها وبرامجها لما يطلبه المواطنون من ساستهم.
وعن حقيقة كونه من الممضين على الرسالة، أجاب محدثنا قائلا: لست من الممضين على الرسالة.. احترم اصحابها وأخالفهم جوهريا الموقف والتقدير ولا أعتبر أنه على النهضة اليوم أن تكون مع هذا أو ضد هذا.. فالنهضة هي النهضة".
وعما إذا تم تحديد موعد لمناقشة الرسالة والرد عليها صلب الأطر التي شدد على ضرورة عدم تجاوزها في الغرض، أفاد عضو مجلس الشورى عبد الحميد الجلاصي بأن هناك دورة للمجلس يومي السبت والاحد القادمين لمناقشة الاستعدادات للندوة السنوية، والتي لن تناقش الرسالة بالتحديد ولكن ستناقش الوضع السياسي العام وسياسات الحركة تجاهه وهو فضاء يمكن أصحاب الرسالة من التعبير عن موقفهم فيه مثل غيرهم من المواقف والاطروحات، حسب تعبيره.
وللإشارة فقد وجهت قيادات من حركة النهضة، رسالة الى رئيس الحركة راشد الغنوشي، تمحورت حول علاقة الحركة برئاسة الحكومة، والخلاف بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، وتعاطيها مع الصراع على مستوى رأسي السلطة التنفيذية.