منير الشرفي: رئيس الجمهورية ظهر في أضعف حالاته.. وحواره يتلخّص في نقطتين

مروى الدريدي- 

 

أثار رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في حواره يوم أمس مسائل مهّمة طالما شغلت الرّأي العام، كان أبرزها الحديث عن الأزمة السياسية في البلاد، والاعلان صراحة عن القطيعة مع حركة النهضة ، ودعوته رئيس الحكومة إلى التوجه للبرلمان، وإشارته إلى إمكانية اللّجوء إلى الفصل 99 من الدستور، وحديثه عن الأزمة التي يمرّ بها نداء تونس دون تحميل للمسؤوليات.

لكن يبقى السؤال المطروح هل كان حوار رئيس الجمهورية في مستوى تطلعات الشعب؟ وهل كان حاسما في بعض المواضيع خاصة السياسية منها التي أثرت على الوضع العام للبلاد؟    

حوار مخيب للآمال

 في هذا الخصوص اتصلت حقائق أون لاين بالمحلّل السياسي والأستاذ الجامعي منير الشرفي الذي اعتبر أن حوار رئيس الجمهورية كان مُخيّبا للآمال على أكثر من صعيد، وأنه "عوّدنا مع الأسف على مخاطبة الشعب دون أن يأتي بالجديد أو يُقدّم الحلول المنتظرة منه للمشاكل المتراكمة في البلاد".

 
وقال منير الشرفي: "لا يخفى على أحد أن الوضع في تونس اليوم أصبح مُتأزّما إلى أبعد الحدود، فالمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والمالية تتراكم وتتعفّن جرّاء تعفّن الوضع السياسي، الذي كان نتيجة لتجاذبات لا علاقة لها بمصلحة البلاد".
 
وتابع بالقول: "فأصبح الجميع ينتظر انتهاء الخلافات الجانبية، وكثير منها لا يعدو أن يكون خلافات شخصية، حتى تتفرّغ الطبقة السياسية الحاكمة إلى القضايا الحياتية للمواطن، وكلما تأخر حلّ القضايا السياسية، تأخرت الحلول".
 
ولفت منير الشرفي، إلى أن الحوار الذي أدلى به رئيس الجمهورية، كان بطلب منه -كما أتى على لسانه شخصيا في ذلك الحوار-، أي أن الرئيس هو الذي قرّر مخاطبة الشعب، ويفترض بذلك أن يكون قد أتى للإعلان عن قرارات حاسمة تضع حدّا للتجاذبات السياسية ولفتح المجال لحل القضايا الاقتصادية والاجتماعية العاجلة".
 
واستدرك الشرفي بالقول: "وإذا به (الباجي قائج السبسي) يقول ما معناه : "ليس لديّ حلول، ولا تنتظروا مني أن أتّخذ أي إجراء".
 
قطيعة مع النهضة والتمسك بحافظ
 
واستنتج أنه إذا أردنا تلخيص خطاب الرئيس في نقطتين، "نقول بأنه أخبر الشعب بالقطيعة مع النهضة، وبأنه متمسّك بمساندة ابنه على رأس حزب النداء".
 
وبخصوص النقطة الأولى أي القطيعة مع النهضة، قال منير الشرفي: "لقد نبّهناه مرارا وتكرارا بأن التحالف، أو ما يحلو للغنوشي تسميته ب"التوافق"، مع حركة النهضة ليس فقط مُخالفا تماما لما وعد به الناخبين، وإنما أيضا سيضرّ بحزبه كما أضرّت النهضة بالأحزاب التي سبق أن تحالفت معها. وذلك ما حصل بعد انهيار حزب النداء، لكن ما يجب ملاحظته في هذا الصدد هو أن هذه القطيعة لم تأت من الرئيس وإنما من الغنوشي، حسب تصريحه. أي أنه كان مُكرها في هذه القطيعة ولم يكن بطلها، ولم يكن يُريدها استجابة لما يريده ناخبوه.
 
أما النقطة الثانية أي تمسكه بمساندة ابنه، فقال محدثنا: "الجميع يعلم ما آلت إليه أوضاع حزب النداء بسبب قلّة كفاءة ابنه، والجميع يعلم أن هذا الإصرار عطّل سير الحكومة، وسير الدولة إجمالا، والجميع يعلم أن إبعاد حافظ قائد السبسي عن السياسة يفتح الطريق أمام إعادة الروح للعمل السياسي في البلاد والعودة الجدّية لمعالجة القضايا الحارقة والعاجلة للبلاد. ومع ذلك، تظاهر الرئيس بأن المسألة ليست بيده، أو أنها لا تعنيه. وتلك الطامّة الكبرى".
 
السبسي فقد السواد الأعظم من مناصري حزبه
 
 وبيّن أن حديث رئيس الجمهورية عن ابنه ونداء تونس، يُفيد بأن نجل الرئيس سيُواصل بقاءه في قيادة الحزب الحاكم، وأن هذا الحزب ستتواصل فيه الانسحابات والاستقالات ليُصبح حزبا لا طعم له ولا رائحة، وفق تعبيره، قائلا: "إن ما سينجرّ عن ذلك هو طبعا مواصلة الصراع على السلطة السياسية، وبالتالي مواصلة إرجاء الانكباب الجدي على المعضلات الخانقة الاقتصادية والاجتماعية التي بلغت مداها وأكثر".
 
وخلص منير الشرفي الى القول إن رئيس الجمهورية ظهر في أضعف حال، وقد فقد السواد الأعظم من مناصري حزبه، وفقد الحليف الذي فرضه على الدولة، حتى أنه لم يعد قادرا حتّى على تفعيل الفصل 99 من الدستور بعد أن تأكّد أن هذا الإجراء سينقلب ضدّه لا محالة، وقد أخذت النهضة بدهائها بزمام الأمور، على حدّ تعبيره.
 
وتابع: "إن الرئيس الذي كان يُفترض ألّا يُشرّك النهضة إلا رمزيّا، أدخلها بقوّة في السلطة، وهي التي أخرجته منها. كما أنه رفض القيام بما كان يُنتظر منه بخصوص الكف عن مناصرة ابنه الذي لم يعد له من سند غير والده."
 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.