أحمد الفقي –
أعرب رئيس الحكومة الأسبق حمادي الجبالي عن خشيته من وقوع حركة النهضة في ما أسماه فخ يوسف الشاهد كما حصل في وقت سابق بينها وبين الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية الحالي في أعقاب انتخابات سنة 2014.
واعتبر الجبالي، في حوار خاص لحقائق أون لاين ننشره على أجزاء، أنّ الأزمة السياسية الحالية أصبحت معطلة للبلاد ولا تهم الشعب في شيء، وهي وفق تقديره "عركة" بين شقوق وأجنحة وأشخاص خاصة في نداء تونس.
وأضاف الأمين العام المستقيل من حركة النهضة وأحد قياداتها التاريخية: "ألاحظ وجود اشمئزاز من الشعب والرأي عام مما يحصل اليوم في الساحة السياسية لأن القضايا الملحة الاجتماعية والاقتصادية مغيبة… أرى أن الازمة ستتفاقم… الحسابات ذاتية ومصلحية تدار بأدوات سيئة تقوم على التحطيم والتخوين وأكثر من التشويه وتستعمل فيها كل الأسلحة وكل أدوات الدولة من الجميع وليس رئيس الحكومة فقط".
وتابع الجبالي قائلا: "أخشى أن تكون الأطراف المتنازعة لا تعرف معنى المسؤولية الوطنية.. حساباتهم كلها شخصية.. الشاهد يبحث عن البقاء في السلطة.. حصيلة حكومة الشاهد تحت الصفر.. وهناك محاولة للتحكم في رئاسة الحكومة والوزراء من أطراف أخرى ليس لها صلاحيات دستورية بما فيها منظمات.. لا أدافع عن الشاهد ولست معه أو ضده… ولابد أن يتفرغ رئيس الحكومة وحكومته بالوضوح وليس بالتكتيك إلى الأولويات الوطنية… فتكتيك الشاهد التخلص من شيء ثم التفرغ لشيء آخر وهذا سيتم على حساب مصلحة البلاد…".
وبخصوص الدعوات المنادية بإقالة الحكومة أو استقالتها صرّح حمادي الجبالي: "تغيير الحكومة في هذا الظرف يعد مغامرة خاصة أن البلاد تستعد لمناقشة قانون المالية… والنهضة وفّقت في عدم الدخول في هذه المغامرة في ظل وضع سيء وأعتقد أن من سيتم جلبه لن يكون أفضل والمسألة لا علاقة لها بالاصلاحات… كما أن علاقتنا بدوائر التمويل الدولية قد تتعرض لتهديد ما."
وحول علاقة الشاهد بحركة النهضة قال الجبالي: "وارد جدا أن يتخلص الشاهد الآن من خصم ثم يتعايش مع النهضة وينقلب عليها لاحقا… وارد جدا أن تتفاجأ النهضة فيما بعد حينما يكون للشاهد أغلبية… القضية ليست أمنية ولو تضرب النهضة أمنيا ستكون هي المستفيد لأن الشعب التونسي يبحث عن بطل… الحسابات الضيقة قد تزدهر معها عقلية وثقافة اليوم نتعايش مع بعضنا البعض وغدا أنقلب عليك… هذا جزء من مأساة تونس.. إنها التوافقات التكتيكية لا المبدئية… اليوم لا يوجد رجال دولة أو سياسيين لهم مشروع إسمه تونس."
وتابع: "أخشى أن تقع النهضة في الفخ مستقبلا مثلما وقعت في فخ الباجي… أخشى أن تكرر ذلك مع الشاهد بطريقة أسوأ… حركة النهضة يجب أن تصطف إلى جانب شعبها… ولابد أن تزن بوزنها الحقيقي وأن تدفع نحو إجراءات ذات أولوية مع الشاهد أو دونه… فمقاومة الفساد تحتاج الى اجراءات… وإنقاذ الاقتصاد أيضا. من يقول أن النهضة تخاف من الشاهد والباجي بسبب ملفات.. أود أن أعرف ماهية هذه الملفات إذا كانت موجودة فعلا. النهضة حركة شعبية سياسية. وحتى جدلا إن كان هناك قضايا فعلا، فعلى من له ملفات أن يتحمل مسؤوليته.. والنهضة ليست أشخاصا".
وفي علاقة بالمنظمة الشغيلة ودورها في الظرف الراهن صرّح الجبالي: "اتحاد الشغل منظمة عريقة لها وزنها وتاريخها.. ولكن حذار من الخلط السيء بين الملف الاجتماعي والسياسة… فهناك حدود لابد أن نقر بها… والنفاذ إلى الحكم يكون عبر صناديق الاقتراع فقط."
هذا وتوجه حمادي الجبالي الذي سبق وأعلن عن نيته الترشح للرئاسيات القادمة، برسالة إلى رئيس الحكومة يوسف الشاهد داعيا إياه أن يكون فعلا رجل دولة ويتفرغ للعمل الحكومي لإنجاز ماهو سريع وعاجل من أولويات دون حسابات سياسية وخاصة في علاقة بانتخابات 2019".