13
عبد السلام بن عامر-
ما كنت لأصدق الخبر لو لم أسمعه من وزير التربية نفسه يوم 3 سبتمبر الجاري وهو يتحدث، مع ذلك، بشيء من الرضا عن النفس عن استعدادات الوزارة للسنة الدراسية الجديدة.
فتقص بـ 10 آلاف معلم يعني في ما يعني أن ما بين ربع ونصف مليون طفل تونسي سيحرمون بعد 10 أيام من حقهم الدستوري في الدراسة وفرحهم الشرعي بالعودة المدرسية ككل الأطفال.
ويعني في ما يعني أنه، وكالعادة، سيدفع أبناء المناطق المحرومة مرة أخرى ضريبة النكسة التي أصابت منظومتنا التعليمية..
المسؤولية تتحملها الدولة طبعا..ولكن أيضا نقابات التعليم التي فرضت في مطلع الثمانينات تخفيض ساعات عمل المعلمين من 30 ( وأحيانا 35 ساعة) إلى 25 ساعة في الأسبوع..قبل أن يصبح صنف منهم لا يعمل أكثر من 18 وأحيانا 15 ساعة فقط في الأسبوع (ليتفرغ بعضهم للقيام بـ10 و15 ساعة دروس خصوصية !) .
وهذا الذي يحصل بعد أكثر من 60 سنة استقلالا ليس فقط فضيحة..وليس فقط كارثة..إنه جريمة..وهل ثمة جريمة – أكرر – أفظع من أن يُحرَم ما بين ربع ونصف مليون طفل من الفرحة بالالتقاء بمعلميهم يوم 15 سبتمبر؟
ورغم يأسي من وجود ضمائر حية يمكن أن تتفاعل مع ما أنا بصدده، لا أملك إلا اقتراح ما يلي:
– إلزام معلمي المدن بالعمل 5 ساعات زائدة ..وإلزام من يصبحون زائدين على النصاب (الأقل من 10 سنوات أقدمية) بالعمل في المدارس التي تعاني من نقص في المعلمين..
– دعوة المعلمين المتقاعدين – بهذه المناطق على الأقل – إلى التطوع لاستقبال الأطفال في مفتتح السنة الدراسية وتجنيبهم صدمة "ما ثماش معلم"..
– تسخير حافلات لنقل أكثر ما يمكن من تلاميذ المدارس المنكوبة للدراسة بالمدارس المحظوظة بوجود العدد الكافي من المعلمين..