اختتام مهرجان قرطاج أمام ثالوث متناقض: عرض محتشم وجمهور منتش وسوء تنظيم

هبة حميدي-

إنها الساعة العاشرة من ليلة الجمعة 17 أوت 2018، دوّى النشيد الوطني في مسرح قرطاج دقائق قبل انطلاق عرض الاختتام الخاص بالمهرجان تحت عنوان 24 عطرا للـموسيقار محمد علي كمون والذي تؤثثه الأوركسترا السمفونية التونسية بقيادة محمد بوسلامة وبمشاركة أكثر من 60 فنانا.

المسرح لم يكن كعاداته يعج بالجمهور، لكن لا يمكن التجني على الحفل و لا بدّ من الاقرار بأنّ الحضور محترم جدّا والجمهور بدا منتش.

الأعناق مشرئبّة في اتجاه الركح، النفوس عطشى للتراث التونسي، فئة من الجمهور تزينت بلباس تقليديّ يأتي في مقام عرض الـ 24 عطرا، انتظروا تزينوا فَخُذِلوا.

الطبيعة لم تحالف العرض هي الاخرى، إذ نزلت الأمطار وبدى الطقس مغشى حزينا في بعض المناطق القريبة من العاصمة وضواحيها ورغم ذلك أبى الجمهور الا الحضور، غير أنّ الحفل ارتاى أن يماهي حزن ليلة الجمعة.

انطلق الحفل وهلّت الفرقة حيّت الجمهور وردّ التحيّة بحرارة، دقائق والعزف لم ينطلق، الموسيقيون يرتبون لمساتهم الاخيرة على المسرح وأمام الجمهور الذي ينتظر، مشهد لم نره مع فرقة أخرى اثثت مهرجان قرطاج!

استهلت الفرقة معزوفة موسيقية، بدا جليا أنّها لم تلامس الجمهور، بداية غير موفقة لجمهور قدم بحبّ ليستمتع بالعرض، رتابة حاول محمد كمون كسرها فتجده يتحرّك ببزته السوداء الانيقة وربطة العنق الحمراء.

انتهت المعزوقة الافتتحايّة، وانطلق الغناء الذي يضمّ 6 لوحات فنية تضمّ كل واحدة منها 4 عطور تلخص موروث الجهات التونسيّة من شمالها إلى جنوبها، وقد تدعمت بلـوحات كوريغرافية رافقت بعض الوصلات والشّاشة الخلفيّة المتحرّكة.

وكانت البداية مع مالوف و”جبل زغوان”، انطلاقة غير موقفة لم تحمل في طياتها ايّة دينماكية ولا حركية لدى الجمهور، الى أن هبت النسمة الكافية وتوسط المسرح شيخ سبعينيّ نحيل أبدع وألهب المسرح.

دقت طبول تراث الكاف ونفخت الروح في جمهور تملّكه الملل قرابة الساعة االاولى من العرض، وغنى الشباب مع تراث الكاف العالي وكان لعطره وصوت الطبل والكلمات التي تغنت بالحبّ اثرها في جمهور تفاعل معها بإجابية كبيرة، عرض موسيقي رائع شابته بعض النقائص كغياب اللباس التقلدي عن مندشي هذا “العطر” والذي  من شانه أن يسافر بالجمهور إلى فضاء شاسع.

وكان جمهور قرطاج  أمام مجموعتين موسيقيتين الأولى هي أركستر وأصوات أوبرا تونس بقيادة “محمد بوسلامة” والثانية يقودها “محمد علي كمون” وتتكون من عازفين على الكمنجة والناي، والإيقاع، و”الباطري”، والباص، والطبلة، والزكرة، إضافة إلى البيانو.، وبدا محمد بوسلامة غير منسجم مع عصاه ومع فرقته ربما أرهقته تحضيرات العرض أو رهبة المسرح خلعت عنه هيبة صاحب العصا الفضية وفخامته.

انتهى الحفل الذي دام قرابة الثلاث ساعات، تخللته أصوات خانها العمر وخلل في الصوت في أكثر من مناسبة وخلل في الاضاءة الى أن احتج الجمهور فوقع التدارك.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.