أثار ترحيله الى تونس ثم الافراج عنه جدلا: معطيات حصرية عن السجل القضائي لسامي العيدودي في ألمانيا

جواهر المساكني –

أثار قرار القطب القضائي لمكافحة الارهاب بالابقاء على سامي العيدودي بحالة سراح بعد انتهاء آجال الاحتفاظ المنصوص عليها بالقانون والمحددة بـ15 يوما وعدم اصدار قرار ضدّه بمنعه من السفر مع مواصلة الابحاث، ردود أفعال متباينة في تونس.

والعيدودي رحّلته ألمانيا الى تونس يوم 13 جويلية 2018 بعد الاشتباه في انه كان حارسا شخصيا للإرهابي أسامة بن لادن.

من هو العيدودي؟

ولد العيدودي بحامة قابس في 14 أوت 1976، ثم انتقل للعيش بمدينة المنستير رفقة عائلته اين زاول تعليمه الابتدائي والثانوي وكان من المتفوقين في الدّراسة، ثم التحق في سبتمبر1997 بجامعة كريفيلد الألمانية لدراسة هندسة الكمبيوتر إلا انه انقطع عن الذهاب الى الجامعة في 1999.

تزوج من امرأة ألمانية من أصل تونسي تكنى “أم مظفر” وانجب منها 4 أطفال، وقد تمتع بالعفو التشريعي العام ابان 2011 بعد ان كان مطلوبا في تونس لإدارة أمن الدولة سنة 2000، حسب ما أكدته مصادر امنية لحقائق أون لاين.

القضايا التي تورّط فيها العيدودي

وكشفت المصادر ذاتها، ان سامي العيدودي المكنى بـ”ابي المجتبى” سافر الى أفغانستان في ديسمبر 1999 بدعوة من الارهابي “ابراهيم البنا” المعروف حركيا بـ”أبي ايمن المصري” وذلك للعمل على تطوير جهاز استخبارات تنظيم القاعدة والاستفادة من خبرته في مجال المعلوماتية، وذلك حسب ما ورد بالتقارير الصادرة عن ادارة الأمن الخارجي التونسية الموجهة الى السلطات الألمانية ونتائج التحقيقات الأمنية الأمريكية المجراة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.

كما تلقى “ابو المجتبي” تدريبا مكثفا بمعسكر “الفاروق” قرب مدينة قندهار، وهو المكان الذي يتلقى فيه ارهابيو تنظيم القاعدة التلقين الايديولوجي والفكري قبل أنطلاقهم إلى القتال، ثمّ ظهر في فيديو حاملا لسلاح من نوع “كلاشينكوف” على الجهة اليمنى من الارهابي زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وذلك خلال احدى زيارات التفقد الميدانية للتنظيم، مما جعل السلطات الألمانية ترجح توليه احدى مهام الحراسة او المرافقة الأمنية للإرهابي بن لادن.

القاء القبض على أبي المجتبي أكثر من مرّة في ألمانيا

وأكد المصدر ذاته، ان العيدودي عاد الى المانيا مجدّدا في شهر جوان من سنة 2000 ليقيم بمدينة “بوخوم” ويلتحق مجددا بالجامعة الى جانب عمله كخطيب بمسجد “الامام مالك”، مشيرا الى ان السلطات الألمانية ألقت القبض عليه مرارا لتهم تعلقت بنشاطه ضمن جماعات ارهابية الا انها كانت تطلق سراحه في كلّ مرّة لوجود ثغرات قانونية آنذاك في التعامل مع الملفات ذات الشبهة الارهابية.

وتم ايقاف “ابي المجتبي” عام 2000 في المانيا رفقة مجموعة ارهابية تسمي نفسها “جماعة التوحيد الاسلامية” وهم على علاقة بخلايا ارهابية تم تفكيكها بتونس ثمّ اطلق سبيله لغياب البراهين ضده في حين تم سجن بقية العناصر.

وقام بعد الافراج عليه بتأسيس جمعية ملاكمة وأشرف عليها في مدينة “بوخوم” الألمانية، كما نصّب نفسه واعظا دينا بالجهة.

وفي مارس من نفس السنة، تمكنت السلطات الالمانية من احباط عملية ارهابية لخلية تابعة لتنظيم القاعدة بمدينة “دسولدورف” الألمانية خططت لوضع عبوتين ناسفتين بمكان عام، وتم خلال العملية ايقاف المجموعة الا ان المدعي العام الالماني أصدر لائحة اتهام في حق عنصرين يدعيان “عبد العظيم الكبير” و”جميل صديقي” في حين اطلق سراح البقية من بينهم “أبو المجتبي”.

وكانت ألمانيا قد رحّلت العيدودي بعد أكثر من عشر سنوات على رفض طلبه للجوء للمرة الأولى (2007)، للاشتباه أنه كان الحارس الشخصي للارهابي بن لادن، بعد ان اثار وجوده على اراضيها استياء في الأشهر القليلة الماضية خاصة ان برلين تقوم بتشديد إجراءاتها ضد طلبات اللجوء المرفوضة.

وقام العيدودي بالاعتراض على قرار ترحيله بتعلّة امكانية تعرضه للتعذيب في تونس، ورغم قرار من محكمة في مدينة “غيلسنكيرشن” بعدم ترحيله وتأييدها احتمال تعرضه “للتعذيب والمعاملة غير الإنسانية” الا ان السلطات الالمانية نفذت قرار الترحيل لاعتباره يمثل “تهديدا أمنيا”، حسب ما اعلنت عنه في ندوة صحفية المتحدثة باسم وزارة الداخلية الألمانية آنغريت كورف.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.