على مسرح قرطاج: مارسال خليفة يخاطب الذكريات.. ويغني الجديد باللهجة التونسية

مالك الزغدودي –

دقائق قبل العرض، المسرح شبه ممتلئ، وجمهور مهرجان قرطاج الدولي ينتظر بتعطش المشتاقين دخول مارسال خليفة.

يطل كعادته ببسمة الآلف للمكان، يقول للجمهور إنه اليوم رسول حب سوف يغني للخبز والورد، مزج بين أغانيه المليئة بهواجس الثورة والقضية، ومشاعر الحب وبحر الأحاسيس البشرية التى أطلقتها ألحان العود وصوت مارسال الممزوج بنوستالجيا الذكريات عند الكثير من الحاضرين.

شعر عزف وغناء

لم يكتف مارسال خليفة بأغانيه المألوفة والمحببة عند الجمهور، بل أنه لم يغن ريتا مثلا، لكنه في المقابل ألقى قصيدة شعرية مرفوقة، بعزفه وعزف ابنه رامي خليفه ومازح الجمهور على طريقته بسرد حادثة طريفة وقعت له في أحد المسارح العربية، فقال إنه عند إلقاء القصيدة كان في القاعة أكثر من ألفي متفرج، وبعد الإنتهاء منها لم يبق غير مائة متفرج. هكذا عبر مارسال عن شكره لرقي ذوق الجمهور الحاضر الذي قابله بتصفيق حار يعكس عفوية كبيرة.

قدم العازفان المرافقان لمارسال في هذه الحفلة، مقطوعة موسيقية مشحونة بالألم والأمل، هيجت مشاعر الجمهور وحملتهم إلى عوالم الموسيقى البعيدة…

ومزج مارسال بين أغنياته المعروفة وغنى أحن إلى خبز أمي بتفاعل كبير من الجمهور، الذي ردد معه أغلب الأغنيات، وبعث الكثير من الأمل في الجمهور، كأنه سرق الحاضرين إلى رحاب الموسيقى دون قيود اليومي، متعة غمرت الجميع رغم اختلاف الأجيال.

مارسال خليفة يغني لأول مرة باللهجة التونسية

فاجأ مارسال جمهوره بغناء قصيدة لصديقه الشاعر التونسي آدم فتحي، أغنية بلهجة تونسية سهلة، حسب ما صرح به، تحدثت عن الثورة والأمل والتفاؤل بغد أفضل لتونس ولاقت تفاعلا ايجابيا من الحاضرين. ويبدو أنه أراد من خلالها ترجمة حبه لتونس والتعبير عن ذكرياته مع الشاعر الفلسطيني محمود درويش وشاعر تونس الصغير أولاد أحمد. هو الفن أحد جوانب الوفاء.

مارسال خليفة الذي حول شعر درويش وسميح القاسم إلى أغانيِ تردد في الوطن العربي بكل ما تحمله من شحنات ثورية، هو اليوم أمام امتحان البقاء في القمة وتسليم المشعل ربما لمن يحمل بعضا من نفسه الفني.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.