مروى الدريدي-
ما تزال سفينة المهاجرين العالقة منذ 13 يوما في مياه البحر الأبيض المتوسط تنتظر استقبالها من تونس على أرضها بعد أن رفضت كل من مالطا وإيطاليا استقبالها، وفقا لما أكده رئيس جمعية الهلال الأحمر بتونس منجي سليم.
وقال منجي سليم في تصريح لحقائق أون لاين، اليوم الجمعة 27 جويلية 2018، إن السفينة تبعد 45 دقيقة عن ميناء جرجيس، وتقل 40 مهاجرا منهم 8 نساء اثنتان منهن حوامل و32 رجلا من جنسيات مختلفة بينهم 4 مصريين وجنسيات أخرى افريقية على غرار البنقلاداش والكامرون.
وفي سؤالنا له عن أسباب رفض السلطات التونسية استقبالهم قال منجي سليم: ” في الحقيقة لا أعلم بالضبط ولا أريد الخوض في هذا الموضوع لأن عملنا إنساني بالأساس والأكيد أن السلطات التونسية لها أكثر من سبب والموضوع أكيد سياسيّ”.
وأفاد محدثنا بأن سفينة ستنتقل اليوم إلى المهاجرين وستحمل لهم الملابس وبعض الأدوية ومواد النظافة.
وبخصوص وضع الحوامل، قال منجي سليم إن طبيب نساء تحوّل إليهن وفحصهن لكن يبقى ذلك دون المأمول لأنهن يحتجن إلى كشف بالصدى، مشيرا إلى أنه قدم تقريرا طبيا لوضعهن للسلطات بتونس.
وترفض تونس استقبال سفينة المهاجرين وسط مخاوف من أن تتحوّل إلى نقطة لجوء، ويكون استقبالها للـ40 لاجئا منفذا أمام الاتحاد الأوروبي للضغط عليها لاستقبال بقية المهاجرين المرحلين من أراضيها.
ضغوطات مسلّطة على تونس
وسبق أن طالبت منظمات غير حكومية في بيان مشترك لها الأسبوع الفارط، تونس باستقبال سفينة تجارية تقل 40 مهاجرا تم إنقاذهم بعد أن تاهوا في عرض البحر المتوسط ورفضت فرنسا وإيطاليا ومالطا استقبالها بحجة “أن الموانئ التونسية هي الأقرب”، في حين أكد مصدر مطلع لحقائق أون لاين أن السفينة كانت أقرب لمالطا.
وكانت الحكومة الإيطالية الجديدة أغلقت موانئها أمام السفن الخيرية العاملة في البحر المتوسط، قائلة إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي تقاسم عبء نزوح مئات المهاجرين الذين يتم انتشالهم من المياه. وتنطلق معظم زوارق المهاجرين من السواحل الليبية.
ودعت إيطاليا هذا الشهر إلى إنشاء مراكز للمهاجرين في أفريقيا لوقف تدفق المهاجرين الفارين إلى أوروبا عبر مراكب في البحر المتوسط، لتزيد بذلك روما الضغوط على شركائها في الاتحاد الأوروبي لاتخاذ نهج أشد صرامة تجاه الهجرة، ورفضت تونس هذا المقترح، وفقا لما ورد بموقع فرانس 24.
وذكرت وكالات أنباء أن “الخلاف قائم بين السلطات التونسية والمالطية والإيطالية حول من يفترض به استقبال المهاجرين وطالبي اللجوء المنحدرين أساسا من جنسيات إفريقية وأخرى بنغالية، حيث ذكر مصدر عسكري تونسي في وقت سابق أن مجال التدخل بشأن السفينة العالقة يعود للسلطات المالطية، في حين تقول مالطا إن موانئ تونس هي الأقرب لاستقبالها”.
اتهامات لتونس
وسبق لوزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني أن اتهم تونس بتصدير المجرمين إلى بلاده من خلال الهجرة غير المشروعة حيث قال: “تونس البلد الحر والديمقراطي لا يرسل إلى إيطاليا أشخاصا شرفاء، بل في أغلب الأحيان وبصفة إرادية مساجين سابقين”، تصريح استدعت على اثره وزارة الخارجية السفير الإيطالي في تونس رايماندو دي كردونا لإبلاغه “استغرابها الشديد” من هذه التصريحات.
وأكدت الخارجية التونسية أن هذه التصريحات “لا تعكس مستوى التعاون بين البلدين في مجال معالجة ملف الهجرة، وتنمّ عن عدم إلمام بمختلف آليات التنسيق القائمة بين المصالح التونسية والإيطالية لمواجهة هذه الظاهرة”.
وبينت أن السفير أكد ” أن وزير الداخلية كلفه بإبلاغ السلطات التونسية أن تصريحاته أخرجت من سياقها وأنه حريص على دعم التعاون مع تونس في مجالات اختصاصه”.