الكاتب عمّار العربي الزمزمي: الهامش صانع للإبداع

“الأدب مأساة أو لا يكون”، هكذا تكلّم “المسعدي” أو كتب. ولعلّ الأدب فقر وتهميش أيضا يصنعان الإبداع. جدلية الإبداع ينشأ في رحم الفقر والفقر يصنع أدبا مبدعا كانت موضوع أمسية أدبية نظّمتها أمس الخميس 28 جوان 2018 جمعية “عبق الإبداع التربوية”، وذلك بفضاء الملتقيات ببلدية المروج 1.

جمعت الأمسية ثلّة من الشعراء والأدباء حول تقديم لعملين أدبيّين وضعهما شاعر وكاتب نشآ في الهامش المفقّر هما الكاتب والشاعر عمّار العربي الزمزمي والأديب الطيب الجوّادي. جاء الأوّل من “حامّة قابس” يقدّم ديوانه الأوّل “الشعر لا يموت”، فيما قدم الثاني من عمق ذكريات الطفولة بأرياف الكاف يحدّث الحضور عن سيرته الذاتية “سيرة الطيب ولد هنية”.

عمّار العربي الزمزمي، أستاذ لغة وآداب عربية ناضل في صفوف الحركة الطلابية، وتحديدا “تجمّع الدراسات والعمل الاشتراكي التونسي (آفاق)، وعاش تجربة السجن التي وثّقها في سيرته الذاتية “ذاكرة تأبى المصادرة” (2013) .

وعن الأمسية التي كرّم فيها شاعرا وكاتبا يقول عمّار العربي الزمزمي ل”حقائق أون لاين”: “هذا النشاط يندرج في إطار الاحتفاء بأديبين يعتبران مهمّشين واستطاعا أن يتجاوزا الفقر والتهميش ليثبتا أنّ ذلك لا يحول دون الإبداع، مضيفا: “وقد قرأت اليوم من ديواني الأوّل قصائد كتبتها بعد 40 عاما من الصّمت والتهميش.”

أمّا عن “ذاكرة تأبى المصادرة” فيقول العربي :”هي سيرة ذاتية لكنني أردت أن أدرج نشاطي ضمن السّياق العامّ فكانت الخلفية التاريخية واضحة والتي امتدّت من أواخر العهد الاستعماري حتى أواخر عهد بن عليّ مع أنّ التركيز كان على عهد بورقيبة لأنني سجنت خلاله. وقد ذيّلت السيرة بفصل عن الثورة لأن النص كتب في أواخر 2010 قبل الأحداث. كما حاولت أن أوفّق بين ماهو ذاتي وماهو موضوعي وأن لا أخلط بين تصوّراتي السابقة وموقفي الحالي منها. معنى ذلك أنني عدت إلى الماضي بعين فاحصة وناقدة وساخرة أيضا لأنني لا أريد أن أكرّس الألم الذي عشته، بل كتبت بمنطق من تجاوز ذلك التاريخ.”

ويستطرد الكاتب والشاعر: “ألّفت (ذاكرة تأبى المصادرة) بعد أن مرّت فترة زمنية فكّرت أثناءها في التجربة التي عشتها، وحتى من سجنني كان قد أزيح من السلطة ثم غادر الحياة. وكنت قد كتبت في السابق، أي قبل السيرة، عن تجربة الحبيب بورقيبة في السلطة. كما أنني أعدّ من القلائل الذين قالوا فيه كلمة خير يوم تنكّر له من كانوا يدعون أنهم بورقيبيون.”

وعن الفقر والتهميش، يشرح عمّار العربي الزمزمي أنّ: “التونسيين مازالوا يعيشون التهميش وقد تبخّر حلمهم بأن يزول أو يتقلّص وأصيبوا بخيبة أمل. بالتالي مازال الحديث عن التهميش أمرا راهنا. فنحن لم نغنم من الثورة سوى حرية التعبير التي أصبحت مهدّدة بدورها. كما أنّ مساحة الحرية التي منحت لنا ما فتئت تتقلّص بفعل تركيز وسائل الإعلام على أشخاص دون غيرهم”.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.