جواهر المساكني-
أكّد أحد النّاجين من حادث غرق مركب قرقنة، اليوم الأحد 3 جوان 2018، ان المركب أبحر حوالي الساعة التاسعة ليلا من سواحل سرسينا قرقنة وعلى متنه 120 مجتازا (ذكورا واناثا) أغلبهم يحملون الجنسية التونسية وعدد من “الحراقة” من الجنسية الافريقية والمغربية والليبية قدموا الى تونس منذ فترة قصيرة للعمل.
وأضاف النّاجي من الغرق -رفض الافصاح عن اسمه- في تصريح لحقائق أون لاين، ان منظم عملية اجتياز الحدود خلسة تحصّل على مبلغ قيمته ألف دينار عن كلّ “حرّاق”، مؤكدا أن الأخير أحضر مركبا لا يمكنه حمل اكثر من 80 شخصا على متنه وتعلّل بزهد المبلغ الذي تحصّل عليه، واعدا الجميع بالوصول الى السواحل الايطالية دون التّعرض الى أي خطر، على حدّ قوله.
وقال محدّثنا، ان قاربا ثانيا كان على متنه 40 حراقا (أعمارهم بين 17 و20 سنة) أبحر رفقة مركبهم في الوقت ذاته، ولكنهم كانوا في قارب أكثر أمانا لأنهم دفعوا مبلغ 3 آلاف دينار لمنظم العملية ، مشيرا الى انّه بعد قرابة الساعة من الابحار ساءت الأحوال الجوية وارتفعت الأمواج وبدأت المياه تتسرب الى القارب.
كما أضاف، ان ربان القارب الذي يقلّ 40 شخصا قرّر العودة الى سواحل قرقنة وتأجيل “الحرقة”، فيما أكمل الربان الثاني الابحار.
وقال ان المياه بدأت تتسرب بكميات كبيرة الى القارب مما جعل “الحراقة” يدخلون في حالة هستيريا وفزع، و تجمّعوا في جهة واحدة من المركب للابتعاد عن الأمواج ممّا تسبب في انخلال التوازن وانقلاب القارب عرض البحر على مقربة من المحطة العامة سيرسينا التابعة لشركة بيتروفاك قرقنة.
وأكد محدثنا ان 4 مجموعات أخرى لـ”الحراقة” كانوا سيبحرون في نفس الليلة الى السواحل الايطالية.
و يذكر ان مركب صيد تعرض للغرق بعرض سواحل قرقنة وكان على متنه مجموعة من المجتازين على الساعة 22.45 على بعد حوالي 5 أميال بحرية عن جزيرة قرقنة و16 ميلا بحريا على سواحل مدينة صفاقس وأنّه كان بصدد الغرق.
وبلغت حصيلة من تمّ إنقاذهم الى حدود الساعة 15:00، 68 مجتازا من بينهم 60 تونسيا و 5 من دول إفريقية جنوب الصحراء و مغربيان وليبي، كما تمّ إنتشال 37 جثة في حصيلة محينة، فيما لا تزال عمليات البحث عن بقية المفقودين متواصلة من طرف وحدات الحرس الوطني وجيش البحر بمشاركة طائرة عسكرية وغواصين تابعين للجيش الوطني والحماية المدنية.