الروائي حسنين بن عمو: “تاج الحاضرة” تغافل عن إلغاء الرقّ في عهد البايات ويفتقر لعمق درامي تاريخي

بـسام حـمـدي-

لاحظ الأديب والروائي حسنين بن عمو أن المسلسل الدرامي “تاج الحاضرة” الذي يبث في احدى القنوات الخاصة خلال شهر رمضان عمل منقوص ولا يوجد به عمق درامي تاريخي مشددا في ذات الوقت على أن هذا العمل يتعبر اجتهادا ومغامرة جيدة.

تغافل عن الغاء الرق

وقال حسنين بن عمو، في تصريح لحقائق أون لاين، إن مسلسل تاج الحاضرة الذي تدور أحداثه حول حياة بايات تونس وخاصة فترة أحمد باشا باي تغافل عن مسألة الغاء الرق في تلك الفترة وركّز في المقابل على جواري السلطان والعيش في قصر باردو.

واعتبر محدثنا أن “مؤلف سيناريو المسلسل قد فوّت الفرصة على نفسه لتسليط الضوء على الغاء العبودية والرق، قائلا ” إنه” كان بالإمكان تصوير قصة عائلة سودانية قدمت الى تونس وبيع أفرادها لكشف الأسبقية التاريخية التي حققتها تونس في الغاء تجارة الرق”.

كما قال حسنين بن عمو إنه كان من الممكن في هذا العمل الدرامي أن يتم التركيز على بيع العبيد.. وتسليط الضوء على العنصرية.

ورجح الروائي حسنين بن عمو أن يكون تدخل المخرج في نص السيناريو وتطويع السيناريو لرؤيته الاخراجية سببا في وجود بعض النقائص.

واعتبر بن عمو أن هذا العمل الدرامي اجتهاد  يشكر عليه مُنجزوه مشددا على أن هذا الاجتهاد لم تجرؤ عليه القناة الوطنية الأولى طوال 20 سنة.

“دخلة” غير صائبة

ولاحظ الروائي بن عمو أن الانطلاق في سرد الراوية التاريخية في مسلسل “تاج الحاضرة” كان منقوصا الى حد كبير مشددا على أن الدخلة في الرواية التاريخية تتم بمحاولة جلب القارئ أو المتفرج للرواية دون الغوص مباشرة في السرد التاريخي.

واعتبر أن البداية التاريخية لمسلسل “تاج الحاضرة” لم تكن موفقة، مشددا على أنه كان من الافضل أن تنطلق رواية المسلسل من أحد الجوانب على غرار قصة “عربية” حتى يتم التدرج بالمتفرج من حي شعبي شيئا فشيئا نحو قصر باردو والى السلطة ليتقبل فيما بعد المتفرج الدخول الى مرحلة تاريخية، حسب رأيه.

كما رأى أن هناك نقصا في اختيار طبيعة الممثلين الذين تعودوا على الأعمال الهزلية ومحاولة تجسيدهم لشخصيات تاريخية سياسية.

الجانب الجنسي “بهارات” لمسلسل تاج الحاضرة

وبخصوص التركيز على الجانب الجنسي وقصص الجواري في مسلسل “تاج الحاضرة”، قال الروائي إن هذا الجانب الجنسي هو بمثابة “بهارات” للعمل الفني معتبرا أنه لا يمكن للمخرج أو كاتب السيناريو أن ينجز عملا فنيا يوثق لمرحلة تاريخية بطريقة جافة خاصة  وأن الفترة التاريخية التي تدور الأحداث حولها زاخرة بالأحداث التاريخية.

وفي ذات السياق شدد الروائي حسنين بن عمو على أن الأعمال الدرامية والفنية في تونس تفتقر الى الاستعانة بالكتب والروايات مبرزا وجود قطيعة وجفوة كبيرة بين المخرجين والمسرحيين وبين الروائيين مرجعا أسباب القطيعة الى المنتجين وأصحاب الأعمال الدرامية.

ومسلسل “تاج الحاضرة” هو عمل درامي تدور أحداثه حول حياة بايات تونس بين الحرم الملكي ووشايات الحكم  ويتعرض لقضايا متزامنة مع الأحداث التاريخية وهو عمل فني من اخراج سامي الفهري  وﺗﺄﻟﻴﻒ رضا قحام.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.