بقلم: عبد السلام بن عامر
عاد الحديث خلال هذه الفترة عن حكومة كفاءات يلتزم رئيسها وأعضاؤها بعدم الترشح للاستحقاقات الانتخابية القادمة ..وهذا من معانيه:
– حرمان البلاد من ترشّح رئيس حكومة ووزراء حتى وإن برهنوا على أنهم من ذوي الكفاءة العالية التي تحتاجها البلاد…
– حرمان البلاد من إمكان انتخاب رئيس جمهورية يكون قد برهن في حكومة الكفاءات على مقدرة معتبرة في تسيير الشأن العام…
– حرمان البلاد من أن يُسيّر شؤونها طيلة مدة العام والنصف القادمة رجالات ذوو طموح شرعي في نيل رضا شعبهم يجعلهم يتفانون في خدمة الصالح العام…
– التّحايل على ما يضمنه الدستور من حقوق لمنع ذوي الكفاءات من منافسة مـقـاولـي الــســيــاســة على أعلى المناصب في الدولة…
هذا ولابد من التذكير أن أول من طرح هذا الشرط هو راشد الغنوشي الذي أزعجه جدا جدا ما ظنناه بداية حرب حقيقية على الفساد أعلنها يوسف الشاهد دون اعتبار منه لمكانة بعض الفاسدين في قلب “سيدي الشيخ”..وربما دون أن “يأخذ بخاطره” لرفع يده على هذا الفاسد أو ذاك..والتقى معه في ذلك كل حاميي الفاسدين ،الأمر الذي فَرْمَل – أكرر – ما توهّمناها حربا حقيقية على الفساد…
ولو أن لي أن أتقدم ليوسف الشاهد بنصيحة، فإني أدعوه إلى رفض هذا الشرط لمقاولي السياسة، وبذلك يحوز احترامنا جميعا ويكون جديرا بالانتماء إلى عائلة أنجبت في من أنجبت الكبيرين، طيّب الله ثراهما، راضية الحداد وحسيب بن عمار، اللذين طالما تعلمنا منهما أن الإنسان موقف..