سلاح النقل.. شريان المؤسسة العسكرية النابض

يسرى الشيخاوي-

“جيش لا يملك فوجا للنقل هو جيش مشلول” و ” جيش لا يملك وحدات مرور جيش رؤيته محدودة”، بهذه العبارات استهلّ آمر فوج 81 نقل العقيد عبد الحميد شويخ حديثه عن الفوج.

لمحة تاريخية عن الفوج 81 نقل

بُعثت أول نواة لسلاح النقل سنة 1956 بثكنة باب سعدون وكانت تضم 40 سيارة تخلى عنها الجيش الفرنسي وفي أكتوبر سنة 1958 تم بعث مجموعة النقل وتحول مقرّها من باب سعدون إلى بوشوشة وفي جانفي سنة 1976 أصبحت الكتيبة تسمى الفوج وفي سبتمبر من سنة 1987 انتقل الفوج إلى ثكنة مجاز الباب نظرا لموقعها الاستراتيجي لتتم إعادة هيكلة الفوج عام 2013 وبعث وحدة النقل والخدمات العامة بوشوشة.

وحدات سلاح النقل ومهامها

يتكون سلاح النقل من عدة وحدات وهي الفوج 81 نقل وهي الوحدة الأم وسرايا النقل بمركز تدريب النقل بالثكنة ومراكز تعليم السياقة بكل من باجة والقيروان وقابس التي تعود إليه بالنظر، وفق ما أفاد به آمر فوج 81 نقل العقيد عبد الحميد شويخ.

وسرايا النقل تتولّى الإمداد والنقل وتنظيم التحركات في كامل منطقة العمليات وتتكون من تشكيلات مختصة في النقل والمرور كما تكلف بتنفيذ مهام عملياتية قتالية في إطار الدفاع عن حرمة الوطن وتُكلّف أيضا بمهام ذات طابع عام للمساهمة في حفظ النظام ونجدة المواطنين عند الكوارث الطبيعية وتقوم في إطار اختصاصها بمهمة نقل الإمدادات للوحدات المقاتلة أو القواعد اللوجستيكية بواسطة وحدات النقل وتنظيم التحركات والمرور إلى منطقة العمليات وأيضا إرشاد القيادة بصفة متواصلة حول وضعية تشكيلات الإمدادات بواسطة وحدات المرور، وفق ذات المصدر.

في حين يضطلع فوج النقل بعدة مهام زمن السلم على غرار بقية الوحدات العسكرية إذ يقوم بتدريب الأفراد للقتال والمحافظة على جاهزية المعدات الموضوعة على ذمته وتنفيذ مهام النقل لفائدة كل هياكل وزارة الدفاع الوطني، ويتولّى بواسطة وحدات المرور مراقبة استعمال السيارات العسكرية في كامل تراب الجمهورية، أما في زمن الحرب فيتولى الفوج تنفيذ مهام قتالية إلى جانب مهام النقل والمرور ومراقبة التحركات على مسالك ساحة العمليات القتالية والمساهمة في حفظ النظام ومقاومة الكوارث الطبيعية والتنمية الوطنية، حسب ما صرّح به العقيد عبد الحميد شويخ.

وخلال الانتخابات البلدية وفي اليوم المخصص لاقتراع العسكريين والأمنيين المقرر في 29 أفريل الجاري عهدت إلى فوج النقل 81 مهمة لتزويد 237 مركز اقتراع بالوسائل اللوجستية إلى جانب تأمين العملية الانتخابية.

أعمال سلاح النقل وإنجازاته

من بين أعمال سلاح النقل نقل صابة الحبوب من الفلاحين إلى شركات تجميع الحبوب ونقل صناديق الاقتراع وتأمين المكاتب إضافة إلى تأمين الاختبارات الوطنية ونجدة ونقل المواطنين في الفيضانات.
وتنفذ وحدات سلاح النقل سنويا 10 آلاف مهمة نقل لفائدة كل هياكل وزارة الدفاع الوطني إلى جانب مراقبة 6200 سيارة عسكرية ورصد المخالفات التي تبلغ سنويا معدّل 30 مخالفة.

وفي مجال الصيانة والتصليح نفذت الوحدات العسكرية 600 تدخل عميق على شاحنات يعود بعضها إلى سنة 1987، أما في المجال العملياتي فقد شارك فوج النقل 81 إلى جانب اللواء الثاني في أكبر عملية ضد الإرهاب يوم 17 أكتوبر 2013 في قبلاط، انتهت بالقضاء على 9 إرهابيين والقبض على إرهابي آخر، وفق ما أفاد به العقيد عبد الحميد شويخ.

ويوم 4 جانفي 2015 تمكن عريف بفوج نقل خلال عملية تمشيط بجبال الفحص من القبض على الإرهابي حسام بن زيد قاتل الشهيد عون الأمن محمد علي الشرعبي.

تحيين برامج مركز تدريب النقل حسب الظروف

قال آمر مركز تدريب النقل العقيد صبري الحسني إنّ برامج تربصات السياقة في مركز تدريب النقل تخضع إلى التحيين حسب الظروف، موضّحا أنّه تم تحيين تربص سياقة صنف خفيف “ب” إثر التهديدات الإرهابية فلم يعد يقتصر على السياقة وتطور إلى تكوين مقاتل مسعف.

وبيّن الحسني، في تصريح لحقائق أون لاين، أنّ مركز تدريب النقل هيكل تعليمي يتبع أركان جيش البر تتمثّل مهمّته في تكوين في الاختصاص لفائدة العسكريين من ضباط وضباط الصف ورجال الجيش وتكوين في السياقة بما فيها النقل والمرور واللوجستيك وتكوين السواق للوزارات الأخرى عند الطلب.

وأشار إلى أنّ وسائل التكوين والتدريب متوفرة وحديثة تشمل فضاءات للتدريب على الدراجات النارية والعربات الخفيفة والعربات الثقيلة.
وفي ما يتعلّق بالتدريس، قال الحسني إنّ هناك قاعات مجهّزة لتدريس الميكانيك وقانون الطرقات وقاعة تحوي أجهزة محاكي حديثة تم تدشينها في جوان 2017.

المحاكي وسيلة لكسب الوقت وتجنّب المخاطر 

وتحتوي قاعة المحاكي على ثماني محطات خاصة بالمتربصين ومحطّة خاصة بالمدرب، وتتكون المحطات الخاصة بالمتربصين من العناصر الفعلية الموجودة في سيارة عادية، فيما تمكّن المحطذة الخاصة بالمدرب من مراقبة المتربصين وإدخال تغييرات على العوامل المناخية وسيناريو التمرين بهدف ردّة فعلهم، وفق ما أفادت به الملازم الأول مروى العبيدي.

وأضافت العبيدي، في تصريح للصحفيين، على هامش زيارة ثكنة مجاز الباب، إنّ بعض السيناريوهات غير قابلة للتنفيذ في الواقع نظرا للعوامل المناخية والمخاطر التي قد تصاحبها.

وأشارت إلى أنّ المحاكي يمكّن من كسب الوقت والمجهود إذ يمكّن المدرس من تدريس 8 متربصين في نفس الوقت ويقلص أيضا من تكاليف الوقود وصيانة السيارات إلى جانب مكاسبه البيداغوجية.

سرية نقل تتولى نقل الذخيرة من نقطة ” أ” إلى ” نقطة ” ب” تتعرّض إلى كمين من قبل عناصر إرهابية تمثل في زرع لغم في حاوية الفضلات الموجودة في الدرب.

يصاب سائق الشاحنة العسكرية ويتولى مرافقه إنزاله وتقديم الإسعافات الأولية له، في الأثناء تتبادل وحدات الفوج 81 نقل تبادل إطلاق النار مع 3 عناصر إرهابية وملأ صوت الذخيرة الأجواء إلى أن انتهت بالقضاء على أحدهما والقبض على الآخريْن.

وفيما تسلّمت وحدات المرور العسكرية التي حلّت على عين المكان الإرهابييْن، تولّت سيارة إسعاف عسكرية نقل العسكري المصاب إلى المستشفى، وبذلك انتهى التمرين الذي أجراه عسكريون ينتمون إلى الفوج 81 نقل في ثكنة مجاز الباب أمام ممثلي عدد من وسائل الإعلام الوطنية.

وإلى جانب هذا التمرين، تم عرض عينة من العربات المستعملة في المؤسسة العسكرية إلى جانب عرض لفنيات القتال القريب الموجّه للإرهاب ودورية مراقبة بالرادار وتدريب سياقة.

ومن خلال جملة التمارين التي عرضت على مرأى من الصحفيين وتصريحات آمر فوج النقل 81 وآمر مركز التدريب، يمكن وصف سلاح النقل بشريان المؤسسة العسكرية النابض.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.