“أنا محتجّ ومضرب اذا أنا موجود”

محجوب لطفي بلهادى

“أنا أفكر إذا انا موجود” الكوجيتو الديكارتي الشهير انقلب فى حالة الانتقال الهستيري الجمعى التونسى   إلى ” أنا مضرب ومحتج على الدوام إذا أنا موجود”…

1- مهنتي المنصوص عليها ببطاقة التعريف الوطنية والبيومترية المقبلة :  مضرب ومحتج بمقابل

2- تخصصي : إشعال الحرائق المجتمعية  فى كل مكان

3- المقر الاجتماعي  :  بوابات الشبكات الاجتماعية، مواقع العمل الحساسة،  وشركات البستنة وجميع مقرات الوظائف الوهمية بالبلاد…

4- شعاري: بناء جمهورية ثانية بدون عمل “جمهورية المضربين عن العمل”

5- اسهاماتى فى البناء الديمقراطي العظيم جليلة وعديدة، منها للذكر لا للحصر :

على صعيد مؤشرات النمو والتنمية: أعمل بكل ما أتيت بقوة على مزيد شلّ الحركة الاقتصادية…
فى التشغيل: اجتهد على غلق مزيد من المؤسسات…
أما فى مجال الحقوق : شعاري الأوحد ” حقوقي ثم حقوقي ومن بعدى الطوفان”…
فى باب الواجبات : استمارتي الجبائية للتصريح على الدخل تنصّ على أنى “شريك مجتمعي استراتيجي معفى من جميع الضرائب والاداءات”…
فى التربية والتعليم : بحجب الأعداد والتهديد بسنة بيضاء أنفذ فيكم حكم القصاص فى الساحات العامة…
فى الرياضة : بصدد استنباط رياضة جماعية جديدة يختلط فيها الحابل بالنابل من فيراج ولاعبين ومسئولين وأعوان امن، رياضة دون ملعب، حكّامها فى تخميرة جهوية  متواصلة ، نجومها لوبيات وأرصدة على الحساب، وهتافات تردد من بنزرت إلى بن قردان “فريقي يا دولة”…
وعندما سألته لماذا هو محتج ومضرب على الدوام، ردّ وبكل بساطة : “أنا مضرب فى جميع الحالات حتى وأنا اعمل “…

وعن من يحكم البلاد : “أنا  من يحكم البلاد والعباد “، وعندما حاججته بالقول : “من أنت حتى تحكم البلاد والعباد ؟” أجابني متوعدا : “أنا المضرب المحتج الحاكم بأمره سلطان البلاد الجديد”

بعد هذا الهراء، أصبح فى حكم اليقين ان “الجينات الهلالية” التى حملناها لقرون ولقرون والذي أمعن العلاّمة ابن خلدون فى تفكيكها وتحليلها انتصرت على جميع باقي مكونات موروثنا الجينى الحضاري، وان “تقويما هلاليا” مدمرا على الأبواب،  فاغلبنا لخراب الدولة ماضون وللإضراب معتصمون…

التوقيع : “الإضراب مكفول بالدستور”

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.