0
تُعزى حالة وفاة واحدة من كلّ 6 وفيات ناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية في الولايات المتحدة للإصابة بالسكتة الدماغية. وهي السبب الرئيسي للإعاقة الخطيرة طويلة الأمد.
وخلال شهر القلب الأمريكي، أي شهر فبراير/ شباط، تُشجّع جمعية القلب الأمريكية الناس للتركيز على صحة القلب والأوعية الدموية، مع الوقاية من السكتة الدماغية.
لكن، ما أسباب الإصابة بالسكتة الدماغية؟ وما هي عوامل الخطر الرئيسية؟ وما مدى أهمية التشخيص المُبكر؟ وما الأعراض التي يجب على الجميع الانتباه إليها؟
تُجيب على هذه الأسئلة الدكتورة لينا وين، وهي خبيرة طبية لدى CNN، وطبيبة طوارئ، وأستاذة السياسة الصحية والإدارة بكلية معهد ميلكن للصحة العامة في جامعة جورج واشنطن. وشغلت سابقًا منصب مفوضة الصحة في بالتيمور.
وأوضحت بدورها أن هناك نوعين من السكتات الدماغية.
وتحدث “السكتة الدماغية الإقفارية”، وهي النوع الأكثر شيوعًا، عند انسداد أو انخفاض تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، ما يحرمه من الأكسجين والعناصر الغذائية الرئيسية الأخرى.
ويُعرف النوع الثاني باسم “السكتة الدماغية النزفية”. ويُصيب الناس عند حدوث نزيف جرّاء تمزّق أو انفجار الأوعية الدموية في الدماغ. وبالتالي، يضغط الدم على خلايا الدماغ ويُتلفها.
هذان النوعان من السكتة الدماغية يُعتبران من بين الحالات الطبية الطارئة والخطيرة للغاية.
يمكن أن يُعاني الفرد من عجز عصبي دائم، مثل فقدان القدرة على الكلام، أو المشي، أو تحريك الذراعين، بحسب الجزء المتأثر من الدماغ.
ما هي السكتة الدماغية الصغيرة؟ وما مدى خطورتها؟
تُعرف باسم “النوبة الإقفارية العابرة”. وتحدث نتيجة انسداد الأوعية الدموية المُتجهة إلى الدماغ، تمامًا مثل “السكتة الدماغية الإقفارية”. لكن، عادة ما يكون الانسداد قصير الأمد، ويستغرق في العموم أقلّ من ساعة. ويجب أن تختفي الأعراض في غضون 24 ساعة.
مع ذلك، يمكن أن تكون “النوبة الإقفارية العابرة” علامة تحذيرية على اقتراب حدوب سكتة دماغية كاملة.
ما عوامل الخطر الرئيسية للسكتة الدماغية؟
أوضحت وين أن هناك عددا من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، أبرزها الحالات الطبّية، مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكرّي، وارتفاع نسبة الكوليسترول، والإصابة بمرض فقر الدم المنجلي، والسمنة، وغيرها.
يمكن أن تزيد بعض العادات اليومية من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، مثل تعاطي التبغ، واستهلاك الكحول، وانخفاض النشاط البدني، واتّباع أنظمة غذائية غنيّة بالدهون المُشبّعة.
هناك أيضًا عوامل أخرى يجب أن يكون الناس على دراية بها، لكنها غير قابلة للتغيير، مثل العمر. وأوضحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن فرصة الإصابة بالسكتة الدماغية تتضاعف كلّ 10 سنوات تقريبًا بعد سنّ الـ55 عامًا.
كيف يتم تشخيص وعلاج السكتة الدماغية؟ وما مدى أهمية التشخيص المبكر؟
يجب إحضار الشخص الذي يُعاني من أعراض السكتة الدماغية إلى قسم الطوارئ فورًا. وهناك، سيتم إجراء الفحوصات اللازمة، مثل الفحص البدني، واختبارات الدم، وتصوير الدماغ بالأشعة.
عادة ما يُعالج الأطباء السكتة الدماغية الإقفارية عن طريق إعطاء دواء في الوريد يعمل على إذابة الجلطات الدموية.
هناك فترة زمنية صارمة للغاية يمكن من خلالها إعطاء هذا الدواء، وتحديدًا بعد مرور ثلاث ساعات من بدء ظهور الأعراض، رغم أنه يمكن أن تكون هناك بعض الاستثناءات في ظروف مُعينة. وهذا هو سبب أهمية التشخيص المُبكر.
ما هي أعراض السكتة الدماغية الأساسية؟
أوضحت وين أنه ينبغي معرفة اختصار “BE FAST” للمساعدة في تذّكر المؤشرات التحذيرية للإصابة بسكتة دماغية.
-
حرف الـ”B” هو اختصار لكلمة “Balance”، أي “التوازن”. هل يُعاني الشخص من صعوبة في الوقوف على قدميه؟
-
حرف الـ”E” هو اختصار لكلمة “Eyes”، أي “العينان”. هل يُعاني الشخص من رؤية مزدوجة أو رؤية ضبابية أو غيرها من مشاكل الرؤية المفاجئة؟
-
حرف الـ”F” هو اختصار لكلمة “Face”، أي “الوجه”. هل يُعاني الشخص من تدلّي أحد جانبي الوجه، وخاصة عند الابتسام؟
-
حرف الـ”A” هو اختصار لكلمة “Arm”، أي “الذراع”. هل يبدو أحد الذراعين أضعف من الآخر؟
-
حرف الـ”S” هو اختصار لكلمة “Speech”، أي “الكلام”. هل يُعاني الشخص من تلعثم في الكلام أو صعوبة في اختيار الكلمات؟
-
حرف الـ”T” هو اختصار لكلمة “Time”، أي “الوقت”. انتبه للوقت الذي قابلت فيه الشخص المُصاب. هل تعرف آخر مرّة كان فيها الشخص في حالته الطبيعية؟
كيف يمكن التقليل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية؟
أكدّت وين على ضرورة علاج الحالات الطبيّة التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. كما يمكن اتّباع نمط حياة صحّي للوقاية من هذا المرض، مثل ممارسة الرياضة، وتناول كميات أقل من الدهون المُشبّعة، والتوقف عن التدخين والإفراط في شرب الكحول.
(س ن ن)
