29
ينتمي جوزاف عون إلى الطائفة المسيحية في لبنان، حيث يشترط العرف في البلاد أن يكون رئيس الجمهورية مسيحياً مارونياً.
وُلد الرئيس الجديد للبنان عام 1964، من بلدة العيشية جنوبي البلاد لبنان، وتحصل على إجازة في العلوم السياسية وشهادة في العلوم العسكرية، بعد أن التحق بالكلية الحربية عام 1983 وتخرج فيها برتبة ملازم عام 1985.
عمل عون في الجيش اللبناني وتقلّد فيه عدة مناصب حتى ترقّى إلى رتبة عماد عام 2017، وشغل منذ منذ مارس/آذار في ذلك العام منصب قائد الجيش اللبناني.
وفي أغسطس/أوت 2017 قاد عون الجيش اللبناني معركة ضد مجموعات من تنظيم الدولة الإسلامية، كانت ترتكز في مناطق جبلية حدودية مع سوريا.
كما شهد لبنان خلال عهده كقائد للجيش، احتجاجات عام 2019 نتيجة الأزمة الاقتصادية، وحدثت مواجهات بين الجيش اللبناني والمتظاهرين في عدة مناطق لا سيما في العاصمة وفي مدينة طرابلس شمال لبنان.
وخلال هذه الفترة أيضا، عانى الجيش اللبناني كذلك من الأزمة الاقتصادية، بعد أن خسرت العملة الوطنية اللبنانية قيمتها بشكل غير مسبوق، إذ اعتمد عون على المساعدات الخارجية لحل مشكلات الجيش، وبشكل خاص من الولايات المتحدة.
وعلى إثر ذلك، تعرّض عون لانتقادات بسبب قبول الجيش مساعدات أمريكية لدفع أجور العسكريين بعد خسارة جزء كبير من رواتبهم.
وردّا على ذلك، قال جوزاف إن “الشعب جاع… والعسكري أيضا يعاني ويجوع”، مؤكداً أنه “لولا المساعدات لكان الوضع أسوأ بكثير”.
واعتمد جوزاف عون أيضاً على مساعدات من دول أخرى لإدارة الجيش الذي يقوده، ومن بينها فرنسا والسعودية وقطر.
ويُعول المجتمع الدولي كثيراً على جوزاف عون لقيادة البلد خلال “المرحلة الحساسة” التي تعيشها، إذ قال الموفد الأمريكي للبنان آموس هوكشتاين خلال زيارة له إلى لبنان، إن عون يمتلك المواصفات المطلوبة في المرحلة المقبلة، وإن كان ليس الوحيد بهذه المواصفات.
يرى متابعون ومحلّلون أنّ الدور المطلوب من الجيش في المرحلة المقبلة لتنفيذ وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، شكّل عنصرا حاسماً في ترجيح كفّة قائد الجيش ليكون رئيساً للبلاد.
وسيترك عون قيادة جيش بلاده الذي يضم نحو 80 ألف جندي، وبدأ خلال الأسابيع الماضية بتعزيز انتشاره في جنوب لبنان كجزء من الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، وأنهى أكثر من عام من الحرب بين إسرائيل وحزب الله.
(بي بي سي)